23 ديسمبر، 2024 10:30 ص

هل اعطاني الله عز وجل موهبة الابداع ….. صدفة

هل اعطاني الله عز وجل موهبة الابداع ….. صدفة

هنالك نوعان من الشعراء والكتاب النوع الاول محظوظ يكتب مقالة او قصيدة وبين لحظة واخرى تراه حصل على الجمل بما حمل …..
فلوس ولقاءات وطبع ونشر مؤلفات ودعوات لحضور ندوات ومهرجانات ….. الخ
بينما النوع الثاني وانا بكل فخر من هذه النخبة الملعونة والمنحوسة من الشعراء والكتاب …..
اكتب الشعر والقصة والمقالة الادبية والفكرية والفلسفية والفنية والرياضية حتى سيرتي الذاتية كتبتها وحولتها لنص مفتوح بلا خطوط حمر …..
بعبارة اكثر وضوحا قضيت ما يقارب عقدا كاملا في عالم الابداع وما زلت احمل القلم واكتب في المحصلة النهائية صنعت مكتبة كاملة من الحروف والكلمات …..
قصائد وقصص قصيرة ومقالات متنوعة ونصوص فكرية وفلسفية بالمئات وصولا الى ما بعدها منشورة بين صفحات الصحف والجرائد والمجلات الورقية والمواقع الكترونية …..
عبر كل هذا المشوار الطويل لم احصد سوى التعب والارهاق والاجهاد والقلق والتوتر لم احصل على درهم واحد مقابل ما اكتب ولم يطبع لي اي كتاب او ديوان شعر ولم يدعوني احد لندوة شعرية او فكرية ولم احظى بعضوية اتحاد الادباء والكتاب ولا اتحاد الصحفيين بل تم رفض طلبي عدة مرات للانتساب الى هاتين المؤسستين بطريقة مباشرة احيانا وغير مباشرة احيانا اخرى …..
في المقابل هنالك شعراء وكتاب يكتبون بين الحين والاخر قصيدة او مقالة لكن جيوبهم عمرانة بالفلوس نظير قصائدهم التعبانة ومقالتهم المفبركة وكل يوم يطبعون كتابا على نفقة جيوب الغير وكل يوم لقاءات وحضور ندوات فكرية وادبية ويحتكرون عدة اعمدة في هذه الصحيفة او تلك المجلة او ذاك الموقع الالكتروني للكتابة فيه …..
معنى هذا ان هنالك فساد في عالم الابداع والقضية لا تمت بأي صلة لا للقلم الحر ولا للثقافة والتمدن والوعي والادراك بل القضية عبارة عن حظ في حظ …..
فالزمان والمكان والعلاقات العنكبوتية والمصالح المشتركة مع رشة من الحظ هي من تحدد اما ان يكون الشاعر والكاتب محظوظ او منحوس …..
فكثيرا ما ارى في المواقع الالكترونية او الصحف والمجلات ان فلان الفلاني طبع كتابا او عدة كتب ومنح شهادة او شهادات تقديرية لمشواره مع الابداع …..
في الوقت الذي هنالك عشرات الشعراء والكتاب يملكون اقلاما حرة ولديهم كم هائل من الثقافة والوعي والادراك ولا احد يعيرهم اي اهتمام ماديا او معنويا …..
ولم يتم طبع اي كتاب او ديوان شعر لهم بل يعانون التهميش والاهمال بشكل متعمد ومقصود ولاسباب مجهولة وانا واحد من هؤلاء الشعراء والكتاب اعاني من التهميش والاهمال ماديا ومعنويا …..
لكنني مؤمن ان لكل زمن شعرائه وكتابه ولكل مبدع توقيت محدد لكي يصل الى اهدافه وطموحاته ربما لم يحن الوقت كي يلفت ابداعي الانتباه او يحظى بالاهتمام لكنني املك شيئا مميزا يرافق قلمي الحر وثقافتي الممتلئة بدسم الفكر والفلسفة الا وهو الامل  …..
دائما اقول ان هنالك امل فيوما ما سأحقق طموحاتي واهدافي كمبدع من يعرف ربما اكون اشهر شاعر وكاتب كردي ضمن خارطة الوطن العربي وربما تباع كتبي الفكرية والفلسفية ودواويني الشعرية ملايين النسخ …..
فالقضية لا تتخطى كونها لحظة فارقة من الزمن مع بعض الحظ الذي يلعب دورا كبيرا في سطوع نجم في عالم الابداع …..
لذا دائما اقول لقد كتبت كثيرا ورسمت خارطة لي كشاعر  وكاتب على صفحات الصحف والمجلات والمواقع الالكتروني وحظيت موادي ونتاجاتي بالقراء والمعجبين والمعجبات وحظيت بالاحترام والتقدير نظير صفتي الابداعية كشاعر وكاتب حبرا على ورق وهذا يريحني احيانا ويجعلني اواصل مشواري وصنعت لقلمي اسلوبا خاصا به  هو مختلف وغريب ومتنوع يتخطى الخطوط الحمر في القصائد والقصص القصيرة والكثير من الاثارة والتشويق والثورة والغضب والرومانسية في المقالات لكن في المحصلة النهائية اثبت وجودي كمبدع من الطراز الثقيل رغم صغر سني مقارنة بمن يكتبون في هذه الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية  …..
يبقى شيء واحد فقط الا وهو متى ستحتضن مواهبي وطاقاتي وابداعاتي عمليا وليس نظريا …..
فمن المستحيل ان يضيع تعب الايام وسهر الليالي برفقة القلم بدون ان تدفع الحضارة فاتورة هذا التعب والارهاق لي …..
لذا اليوم انا مبدع مع وقف التنفيذ في عالم الابداع يمكن القول انني منحوس والحظ لا يعرف طريقه نحوي وربما اكون من المغضوب عليهم او من المبدعين المنبوذين او من صعاليك الشعراء والكتاب او قلما سفيها تافها كما يقول البعض عني …..
لكن غدا من يعرف ربما القي الشعر على ارقى المسارح وربما تتهافت القنوات الفضائية لمجرد ان ادلي بتصريح فكري وفلسفي عن واقع الثقافة وربما اطبع ديوان شعر يتصدر مبيعات سوق الكتب وربما يقلدني رئيس دولة ما او زعيم امة وسام الابداع على صدري مكافأة نظير خدمات قلمي لأنه كتب سطورا من الوجع والالم احتراما للانسانية والحضارة والحب  …..
فالأمل هو صديقي الصدوق الذي لا يفارقني مع الكثير من الارادة التي لا تنضب …..
فمن المستحيل ان يكون الله عز وجل قد اعطاني موهبة الابداع صدفة …..
فنزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم واحلام مستغانمي وارنيستو تشي جيفارا لم يخلقوا صدفة …..