بلد بحجم العراق تاريخيا وحضاريا وإنسانيا , هل يخلو من العقلاء ليسلم أمره للجهلاء!
أيصح في الأفهام هذا المصار؟
العراق يريد العقلاء…
ولا يمكنه أن يقبل بحكم الجهلاء , الذين جرّعوه الويلات على مدى العقود القاسيات , ومنذ الإدعاء بالثورات وقيام الجمهوريات.
العراق لا يجوز أن يعبث به الحمقى والأدعياء…
وأهله المنوّرون العقلاء , مشردون في أصقاع الدنيا ويتسربلون بالعناء.
ما يجري في العراق , يؤكد أن عقلاء البلاد قد غابوا وهاجروا , وما يدور في أروقة الحكم عبارة عن مهاترات حمقاء وتفاعلات أميين وجهلاء, تجلب الخزي والخسران والذل والهوان على البلاد , فما الفرق بين ألاعيب المؤامرات التي شبعنا منها في العهود السابقات وما يجري اليوم من الصراعات.
مالفرق؟!
وما هو الجديد في سلوك النفوس الملوثة بسموم الكراسي والمصابة بطاعون السلطة وفايروسات الكراهية والأحقاد والإنتقام.
لا جديد أيها الأخوة…
لأن العقلاء ممنوعون من المشاركة في التعبير عن إرادة العراق . وفي كل فترة يتسيّد الحمقى والمرضى والمنحرفين والمصابين بإضطرابات الشخصية والسلوك على مقدرات البلاد , فيعبّرون عن إنحرافاتهم السلوكية وعاهاتهم النفسية كلٌ على هواه , لأنه يصبح القانون والسيد المطاع أبدا.
والقاسم المشترك فيما بينهم هو التفرد بالقوة والإنتقامية ورفع رايات التآمر لمحق الآخر.
وفي كل نظام جمهوري تتكرر ذات المساوئ والتفاعلات المضرة بالجميع , ولا يتعلم اللاحق من السابق , وكأن هناك مأزق سلوكي في نظام الحكم العراقي , يقع فيه جميع الذين يمسكون بالسلطة , وما إختلف واحد منهم أو تميز عن سابقه , وأخذ البلاد إلى سواء السبيل وفكّر بالعراق والعراقي والحاضر والمستقبل.
وفي هذا الوقت الحرج , يبدو أن من الموضوعية التساؤل عن عقلاء العراق.
فلا يُقبل أن يخلو العراق من العقلاء!
ولا يُصدّق أن تغيب الحكمة والحلم والقدرة على المعالجة الناضجة للمشاكل والأزمات.
لا يُعقل أن تتحول السلطة إلى ساحة للديكة المتقاتلة أو الأكباش المتناطحة.
أين العقلاء؟!
سؤال يفرض نفسه على الجميع , ولا بد من الرجوع إلى العقل , والتخلص من العيوب السلوكية السياسية المخجلة. التي تجعل المراقب من بعيد يرى وكأنه أمام صبية يتقاتلون , وكل واحد منهم يريد أن يلعب أو يخرّب الملعب.
إنها حقا سلوكيات يندى لها جبين العقلاء والعارفين , فهل من عودة إلى العقل؟
وهل من صحوة ضمير وتبصّر بالعراق؟!