بدأت في وقت مبكر استعدادات نشيطة لبعض الشخصيات للتهيئة للانتخابات المقبلة بالاستعانة بملايين الدولارات المدفوعة من الخارج والداخل ، في محاولة لتغيير الخارطة السياسية في العراق إرضاء إلى أعداء العراق ومن لف لفهم .
وهذا الكلام ليس ادعاء أو أفكارا من محض الخيال ، وإنما هي حقائق يسمع عنها حتى الأعمى الذي لا يرى صالات ومطاعم ( الهبيط ) الكبرى في فنادق ونوادي الدرجة الأولى في بغداد ، وأماكن أخرى لا تحصى ولا تعد تقع خلف الكواليس وتشمل المزارع والفلل والشقق الفارهة ، تستعد منذ الآن لإقامة مآدب كبرى وليالي حمراء على شرف شخصيات إستطاعت إن تسرق مليارات الدولارات من خلال مواقعها في السلطة أو البرلمان ، وتلقيها من جهات خليجية وأجنبية أموالا طائلة ، حيث تراهن هذه الجهات على هذه الخيول المريضة للفوز في سباق الانتخابات القادم .
والغريب في الأمر إن هذا الرهان ما زال مستمرا على هذه الخيول شبه النافقة وهي على حافة الموت وخرجت من السباق قبل الشروع ولكنها ما زالت تقبض وتحلم وتتوهم برئاسة الوزراء ، والآخرون أيضا من أجانب وعرب ما زالوا يراهنون على هذه الخيول ، وآخرون يراهنون عليهم أيضا من الذين يبحثون عن فرصة للنجومية والتظاهر والقفز على مواقع في البرلمان أو السلطة التنفيذية .
ومن يراقب هذا المهرجان سيعتقد حتما بأنه ليس لعبة ديمقراطية ، بل هو سيرك في الهواء الطلق ، أبطاله معروفون لدى الشعب العراقي بتآمرهم وتطرفهم ، وأسماء ليست لها كفاءة أو قدرة أو فكرة لبناء العراق الجديد ، ولكن سر المراهنة عليها أنهم إمعات للأجندات الخارجية التي تشعر بالخوف من نهوض قوة وطنية حقيقية تقطع الطريق على الذين فشلوا في تحقيق حلم العراقيين ، وآخرون يحلمون ليس بتحقيق الحلم الجماهيري ، بل لتحقيق أحلام شخصيات صدّقت الكذبة ، واعتقدت بأنها تمتلك القدرة والعبقرية على إنقاذ البلاد .
ولكن المأساة أن هؤلاء المتبجحين هم أكثر فسادا من الذين تشير إليهم أصابع الاتهام ، ولو إننا تأملنا السيّر الذاتية لهذه الشخصيات والشلل المنافقة والوصولية التي تملأ الفضائيات والقاعات لوجدناها أقل شأننا من النفايات التي يطرحها عامة الناس في مجاري البلاد ، وهذا هو مصدر المأساة ، مليارات الدولارات في جيوب شخصيات فاشلة وموهومة يراهن الأجنبي و الخليجي على إن تكون بديلا ليضمن دمار العراق وتحويله إلى دولة فاشلة ، خاصة بعد إن طال انتظار ظهور النخب الحقيقية لتأكيد وجودها أمام الانتهازيين والمتطرفين ورافعي شعار الدين والعلمانية .
فهل ستظهر هذه النخب قبل أن تغرق سفينة العراق بكل ما فيها من شعارات ديمقراطية ، كما غرقت في عصرها الدكتاتوري ؟ .