برفيسور في الترجمة الإعلامية\جمهورية العراق
أليس من المخزي والمعيب ان نرى على شاشات محطات الاخبار الدولية أطفال غزة المحاصرين والمجوعين وهم يركضون مجبرين وراء حافلات المعونة للحصول على ما يسد رمقهم ليواصلوا بشتى الطرق تكملة مسيرة النضال والكفاح للحصول على حقوقهم المشرعة ؟ اليس هؤلاء من تستهدفهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بإقرار دول و منظمات انساننية كثيرة؟ الا يستحق هؤلاء و اسرهم الحياة الكريمة في العقد الثالث من ألفية الثالثة؟ كان الله في عون شعب فلسطين الحر الابي.
اليس من اساسيات البشرية اجارة المستجير من ظلم من ظلموه؟ اين نحن أيها الاحرار وشعب بكل مكوناته يعاني من ظلم ظالم تؤيده وتؤازره رسميا قوى كبرى متعملقة لحين ومنخورة من الداخل. اين نحن وطلاب شبان في الجامعات حول العالم لاحول ولا قوة لهم يحتجون بمختلف الاشكال من الاحتجاجات ورمزيا بخيام كخيام أهلنا في غزة ضد ظلم الظالمين وضد محتل غاشم ؟ هذه العقول الحرة الشابة اطلاقا لاترتضي الظلم والتدمير وتجويع شعب حر ابي من طرف مجموعات من المتطرفين من حثالات لهم تأثير ونفوذ عند حكومات هؤلاء الشباب. انتشر صوتهم ومطالباتهم في مختلف القارات كالهشيم في النار. فقد سكن الخوف والطمع في قلوب البعضواصبحوا لايميزون بين الحق والباطل كي لايقال عنهمانهم يؤيد ون ما يسمى بالارهاب وكي يبقوا محايدين لا لهذا ولا لذاك.
بالأمس القريب نرى الكونغرس الأمريكي مرر قررات بتقديم العون المادي والمعنوي لاوكرانيا وإسرائيلولتايوان وتمويها لغزة. معونات للثلاث الأوائل المذكورة سابقا بقيمة هائلة وبشكل أسلحة متطورة أمريكية من اجل محاربة اعداءهم وبالتالي مساندة اصدقائهم وحليفتهم الاكبر إسرائيل ضد الفلسطنيين بالخصوص وتذويب قضيتهم التي كلفت وتكلف الدول الكبرى المليارات ولكن معظمها مليارات من غيرهم.
مقابل ذلك ابدى طلاب الجامعات الامريكية الاحرار احتجاجاتهم ضد ما تقوم به حكوماتهم وواجهتم الجهات الرسمية بشتى وسائل العنف ولكن هذا لم يمنعهم من مواصلتهم و معارضتهم الشديدة للظلم والقمع وإرهاب الدول .
هؤلاء الشبان الذين يتطلعون الى مقارعة الظلم وبناء المجتمعات النزيه والعادلة ومساندة من هم بحاجة الى مساندة. شبان في مقتبل العمر حكموا ضمائرهم وليس مصالحهم في تقييم وضع بائس صنيعة حكام لايهمهم مصير البشرية ولاتهمم الطفولة ولاتهمهم الإنسانية بأكملها. هؤلاء الحكام لايهم سوى الكرسي وكيفية البقاء عليه بالنتخابات او بغير انتخابات.
الف تحية واحترام لهؤلاء الشبان الذين ضحوا بالغالي والرخيص من اجل صفاء ضمائرهم والوقوف مع العدالة والامل مهما ما وجهت لهم من اتهامات من خصومهم ووقفوا ضد الانحياز الواضح للمحتليين وانصارهم وبالرغم من ضعف تاثيرهم المادي ستكون لوقفتهم هذه دوي في كل ارجاء المعمورة وسينهزم خصومهم أعداء العدالة وواعداء الحق. وهذا يبشر بعدم انطفاء مشاعل الحرية ومحاربة أعداء الحق ولنا في غد بصيص امل بزوال الظلم أينما وجد ومتى ما وجد وكيفما وجد.
أيها الشبان لقد اخترتم طريق العدل والحق وانذرتم العالم بطغوان هذا الوحش المتمرد والمدعوم من طرف مؤسسات ظالمة واخترتم القضية المناسبة والزمان المناسب وحقا المكان المناسب مكان آهات العالم ومصدر كوارثه وسيبقى سعيكم هذا مميز ومنار تهتدي به أجيال الامل. ولايخفى على احد مواقفكم السابقة النبيلة في نصرة الشعوب المضطهدة.