ملأوا حياتنا زعيقا وصراخا .. وحوّلوا بعض صافيات ليالينا (ان وجدت) الى ما يشبه الحدّادخانة ، وتمنطقوا أحزمة العفة والبكارة والطهارة والأستقامة ، كذبا وزيفا ودجلا وظلما ، رغم ان بعضهم (القليل) يستحق الأشادة والتقدير .. وصبغوا ايامنا (بالقرف) لكثرة خروجهم علينا من كل فضائيات المعمورة ، ولم يسلم من حضورهم البهي برنامج او لقاء او حتى مهرجان ، اللهم سوى البعض من افلام الكارتون الرصينة التي رفض منتجوها اشراك بعض نوابنا فيها لأنها لا تقبل ان تصوّر لمشاهديها سوى الشخصيات المؤثرة الأصيلة من أمثال الحمير والقرود والكلاب والفئران والكنافذ .
كيف تريدون يا نوابنا ان تراقبوا وتحاسبوا فسّاد العراق وما أكثرهم ، وأنتم غارقون معهم في نفس المستنقع الآسن .. أو على الأقل أنكم تشتركون بكفاءة مشهودة بزيادة الترهل في مؤسسات الحكومة العراقية .. والترهل أيها السادة النواب هو شرعنة للفساد وتخريجة قانونية لسرقة المال العام .. والكثير منكم كان يوجّه الرأي العام بطريقة مقصودة الى فسادات كبيرة موجودة لدى مسؤولين في الدولة (بعيدا) عن مجلسكم الموقر ، كالأشارة لعدد حماياتهم او مخصصات منافعهم الشخصية ونثرياتهم .. الخ ، من تلك التي (حفظناها) عن ظهر قلب ، ولم تجرئوا لحد الآن على سن قانون او توجيه من أجل تقليصها او الغائها ، رغم أن سرقاتكم (الرسمية) قد تجاوزتها بمراحل كثيرة .
سنتكلم معكم بلغة (الأرقام) لكي نزيح عن وجوهكم الكالحة اقنعة الشرف التي تظهروا من خلالها علينا في كل وقت وحين ، ونثبت انكم لا تقلون فسادا عن غيركم .. عدد نوابنا هو 328 نائبا وعدد الحماية الشخصية المقررة لكل واحد منهم 30 عنصر حماية ( نصفهم من الفضائيين ) ، ويكون المجموع 9840 عنصرا .. يتقاضى كل واحد من هؤلاء 000ر910 ألف دينار .. فيصبح مجموع الراتب الشهري الذي تخصصه الدولة لحماياتكم هو ما يقارب 9 مليارات دينار شهريا اي 108 مليار دينار سنويا .
اما انتم فالمعروف ان راتب النائب هو 10 ملايين دينار ، نضربها في 328 نائب وفي 12 شهر ، سيصبح المبلغ السنوي لرواتبكم مجتمعا هو ما يقارب 39 مليار دينار ونصف المليار .. وأيضا تخصص الدولة مبلغ 30 مليون دينار لكل (واحد) منكم كمخصصات ايجار (منزل) سنوية تدفع بصك .. نضربها بعددكم البالغ 328 ، فيصبح المبلغ المخصص لسكنكم (القاروني) ما يقارب الـ 10 مليارات دينار سنويا .. ثم ان عدد موظفي مجلس النواب من غير النواب وحماياتهم ، ابتداءا من المستشارين والمدراء العامين ونزولا الى الموظفين البسطاء واصحاب العقود الوقتية يقارب الـ 2000 ألفين موظف ، وأن كان معدل ما يتقاضوه هؤلاء هو 900 ألف دينار ، يعني انهم يكلفون الدولة ما يقارب 2 مليار شهريا أي 24 مليار سنويا .
الآن نجمع تكلفة رواتب حماياتكم مع رواتبكم مع تكلفة اجارات بيوتكم وتكلفة رواتب هذا العدد الهائل من موظفي البرلمان ، سنكتشف ببساطة انكم تكلفون ميزانية الدولة سنويا أكثر من 181 مليار دينار سنويا .. هذا من غير سلف وهدايا وعطايا شراء السيارات ومخصصات السفر ومخصصات العلاج على حساب الدولة ، ومخصصات رئاسة البرلمان ومنافعها الشخصية ورواتب رئيسه ونوابه .. ثم تطلبون من ناخبيكم التهيوء للتقشف وشد الحزام وقتل احلامهم ، من أجل أن لا تُمس أو يتقرب احد من تلك الأرقام الفلكية لسرقاتكم المشرعنة والتي نقلت الكثير منكم من الحياة (الجنبرية) الى الحياة المخملية بسرعة البرق .
ان لم تبدئوا بأنفسكم أيها الخماطة وتعطوا مصداقية لمناشداتكم حول فساد مؤسسات الدولة وحملات التطهير التي تنادون بها .. فمن المؤكد أن قطرة الغيرة كانت قد سقطت عن جباهكم منذ ايام تلك الملايين التي صرفت على أشهر عملية بواسير في التاريخ .