شارع 52 هو أحد شوارع منطقة الكرادة ببغداد. يمتد مابين ساحة الواثق وساحة التحريات، وتسمى المنطقة المحيطة به «حي الوحدة» ويُطلق عليها حي 52، وذلك لمرور باص المصلحة رقم 52 إبان السبعينيات فيه.
يتفرع من ساحة الواثق أيضا شارع 42 وشارع 62، وقد سميا بهذين الاسمين لكونهما يقعان قبل شارع 52 وبعده. كما سُمي شارع الصناعة بـشارع 72 للسبب نفسه. وتكوّن شوارع 42 و 52 و 62 شكلا هندسيا على هيأة (كف اليد)، تبدأ من ساحة الواثق وتتجه نحو ساحة التحريات وساحة عبد القادر الجزائري. أما شارع 72 أو شارع الصناعة فيتميز بوجود الجامعة التكنولوجية فيه، كذلك مستشفى العلوية للأطفال وتسجيلات الدار البيضاء ومحال بيع وصيانة أجهزة الحاسبات وملحقاتها.
كانت تقطن هذه المنطقة أوائل القرن الماضي عوائل عراقية أغلبها من المسيحيين واليهود. وتم تخطيط منازلها عام 1931 بمساحات تتراوح بين 1000 و 2500 م² للبيت الواحد، حتى انها سميت في السبعينيات بالحيّ الملكي نظرا لانتشار البيوت الفخمة فيها، ووجود الشركات الأجنبية وعوائل التجار والصناعيين (مسلمين ومسيحيين). والآن يقدر سعر المتر المربع العقاري الواحد فيها بأكثر من خمسة آلاف دولار.
المنطقة تزخر بالكنائس، ومنها: كاتدرائية القديس يوسف، كنيسة القلب الأقدس، الكنيسة الإنجيلية، كنيسة الرسولين بطرس وبولس. كما تتميز بالمدارس النموذجية ومنها: المكاسب والهدف والإعدادية النظامية, كذلك ثانوية دجلة للبنات، فضلا عن مطاعم معروفة منها: صاج الريف، ستيللا، شيف ستي، المحمص اللبناني، الأوائل، الفنجان، الخيمة، وكرسبي.
والعابر في شوارع هذه المنطقة قبل سقوط النظام، كان يشاهد المنازل الفارهة بواجهاتها السيراميك والرخام وبحدائقها الكبيرة المحتوية على حمامات سباحة خارجية. كما تبدو مظاهر الغنى والترف واضحة العيان على ساكنيها الملائكة. وتشير الإحصائيات إلى ان أكثر من 97 بالمائة من ساكني هذه المنطقة قد هاجروا إلى خارج العراق بعد عام 2003 نتيجة انتشار عمليات الاختطاف. وقد أفادت هيئة الإذاعة البريطانية في تقريرها لشهر تشرين الثاني 2006 عن العراق بأن أكثر من 72 عملية خطف قد وقعت في شارع 52، وان الأغلبية الساحقة من الضحايا هم مواطنين أغنياء مسيحيون. (يُعدّ هذا الرقم أعلى رقم يسجل لعمليات اختطاف في أية منطقة في العالم حسب الانسكلوبيديا الحرة(.
قبل أيام كشف عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي أن70 بالمائة من أملاك المسيحيين المهاجرين في بغداد، وبالأخص في شارع الصناعة، قد تم تزوير ملفاتها في دوائر الطابو، ومنها منازل وعقارات وشركات ومصالح تجارية مختلفة. وأكد عضو المجلس أن هذه الأملاك ذات القيمة الخيالية تم الاستيلاء عليها من قبل جهات متنفذة.
وطبعا المقصود بـ «الجهات المتنفذة» الشخصيات والأحزاب التي تقود العملية السياسية. والسؤال الذي يرد هنا على البال هو: هل قامت هذه الجهات المتنفذة الكريمة بوضع حرف (ن) على هذه الحواسم؟