يقف امام البحر يتأمل جدران القصيدة وهي تتهاوى في زبد كبرياء انثى فتصحو رجولته من سبات الماضي يصارع تلك الامواج العاتية القادمة مع همساتها يصرخ بلهفة العشق ويزحف مع الرمال نحو الذكرى لعل القدر يرقد هناك بين انامل النرجسية …..فهو يدرك إن اللقاء لن يحضر بدون ضجيج فلابد من الانتحار في زبد كبرياءها وهي تعرف إن الحضور في خضم هذه الحالة الخارجة على قانون الهوى ستجعلها عرضة لشتات هذه الرمال الزاحفة نحو الوداع …..
تبقى النهاية بلا نهاية هكذا يريدها العاشق فلا شيء يكبل قصيدته سوى تلك القلوب تلك النبضات الحائرة الباحثة عن الدفء والحنان …..
تسمع هي حكايا العاشق ترصد تفاصيل ضياع انوثتها برفقة البحر تقرأ ما يحدث بدموع تتساقط كسلاسل مصنوعة من الشعر الخام تحاول إن تستعرض كل ما حدث فتمضي المشاهد الواحدة تلو الاخرى عبر هذه المأساة التي تسمى بالعشق تسترجع اولى رغباتها معه تلملم بعض ما تبقى من اشلاء جسد قصيدتها لعله يبقى حاضرا بدون نهاية …..
النهاية التي لا يرى منها شيئا سوى خيوط بيضاء تنبعث من سيجارته وكوب شاي ساخن ما زالت سحب الذكريات تتطاير منها …..
كم قاسية هي نهايات الليل فلطالما شعر بالخوف بالرهبة من سماع اغاني فيروز وهي تبحر من بيروت الى شاطىء عاشق انتهت صلاحيته مع قرب النهاية فكل النهايات في فوضى يومياته هكذا تبقى معلقة على الحائط او يضعها في احدى دفاتره الحمراء المركونة على احدى رفوف خزائنه التي يكتب عليها ارقام هواتف العاهرات فلكل رقم قصة ولكل قصة نقطة عابرة فوق صحراء جسده ولطالما استهوته لعبة الارقام مع بائعات الهوى يضاجعهن يفترسهن يأخذ ما يشاء وبكل وقاحة يطلب رقم هاتفها …..
فمتى ما ذاب ثلج العشق بينه وبين حبيبته وانتهى الحوار تبدأ المعارك هنا وهناك وترمي الامواج العاتية غبار الحب بعيدا فيمضي بعيدا يبحث عن دفتره ليقتفي اثر بصماته المرسومة بقلم حمرة فيختار رقم هاتف ويتصل فيأتي الرد حاملا معه نهاية اخرى هزيمة اخرى مع غانية تعيده الى ما قبل ذوبان ثلج العشق ……
فما بين العشق ووجعه ثمة خيار صعب لكنه يحل الكثير من النهايات الا وهو الضياع لذا لابد من دفتر احمر يكتب هذه السطور فالارقام والجنس لعبة لطالما كانت وجهته الاخيرة لمرحلة ما قبل النهاية ……
تخاطبه من بيروت تطالبه بالوقوف معها ضد وجع اللقاء والوداع فيرحل بخفي حنين الى اقاصي جدران القصيدة التي تهاوت بفعل انكسارات رجولته فمن يصطدم بجدار العشق يجب إن يدفع الثمن فلا محل للكبرياء والنرجسية هناك بين صدوع الهوى هذه الحالة العبثية التي تقذف بالموج هائجا فترسم لوحة لرمال البحر ربما يزحف منها الكثير الى اعماقه ويبقى الكثير منه عائما فوق جسد القصيدة ……
هنا تكمن نعومة الاشتياق ولوعة اللقاء فالعزف منفردا على نهايات الليل لا مفر منه فحضن كبرياء انوثتها حاضر فلابد من ولادة شهقة مغرمة تطفو في أفق هذه الحكاية الحالمة بموعد يكتب ثورة عاشقين التقيا صدفة على ضفاف ساحل متيم بالمدى الازرق ……هنا تختفي نجوم القمر ويصدح الصباح كزهر الغرام ويستسلم لرغبة جامحة تجتاح جوارحه كي يضع القلم فلا شيء اصعب من كتابة نهاية لحكاية عشق عاشت لحظات ولادتها مع البحر ……