النقطة: احدى علامات الترقيم في الكتابة، توضع بعد انتهاء المعنى, في نهاية الجملة او الفقرة.
رأس السطر: بداية جديد للجملة أو الفقرة، او بداية جديدة لموضوع يختلف عما طرح سابقاً، يتحدث عن حالة تختلف في معانيها ومضامينها عن الحالة السابقة.
نقطة رأس سطر مشروع جديد طرحه تيار الحكمة، عنوان لرسالة واضحة المعالم، تتحدث عن بداية تأسيس مرحلة جديدة للعملية السياسية في العراق، تختلف عَن السابق بكثير.
ادرك ساستنا جيداً المعنى والمحتوى، فالعنوان بدأ بنقطة، وهذه إشارة الى إنتهاء مرحلة سّابقة، توقف عندها الزمن، وبداية مرحلة جديدة, وسياسة مختلفة, بآلية مدروسة, تختلف عَن سابقتها، وإنهاء لحالة تأسست لدواعي سياسية وضرورة معينة، كان الهدف الأساسي مِنْهَا سير العملية السياسية في العراق، مع كل الخسائر المُحتملة.
الْيَوْمَ يختلف فلا حاجة لنا بحكومة الوحدة الوطنية, أو الشراكة, أو غيرها من المسميات التي اثقلت كاهل العراق بكل الأحمال، الْيَوْمَ هو “لحكومة الأغلبية الوطنية” تشارك فيها جميع الاطياف العراقية، لكن ليست مشاركة كل الساسة، كما كان سابقاً، الجميع مشارك فيها ومعارض لها وناقم عليها، فالمرحلة القادمة تحتاج الى حكومة قوية تدير البلد إدارة صحيحة، مع معارضة قوية تقف بوجه الفاشل والفاسد أياً كان حزبه وحجمه، معارضة تُقَوِّمْ الحكومة لا تَقُوم عليها.
الجانب الآخر: كانت الرسالة تحتوي على مضمون مفاده، إن من حكم العراق أربعة عشر عام، ولَم ينهض فيه لا يمكن ان يستمر في حكمه، فله المناصب والمغانم، وعلى الآخرين السباب والشتائم، فحكومة الْيَوْمَ لا مكان فيها للحزب الواحد، والقائد الضرورة، إنما حكومة تقوم على أساس الكفاءة والنزاهة والوطنية، غير خاضعة لسياسات الخارج، على اقل تقدير في القضايا التي تمس أمن وقوت المواطن، فلا يمكن ان ننكر نفوذ اليد الخارجية في السياسة العراقية، لأن المتابع يرى جيداً كيف تدار السياسة في العراق.
أغلبنا سأم من حكومة الحزب الواحد، وأخذ يبحث عن بدائل صِحّية، حتى ولو بنِسَب معينة، في هذه المرحلة، لإنتاج برلمان وحكومة مهنية، همّها الأول والأخير الوطن، وكيفية الانتقال به الى الضفة الاخرى، لتصحيح مسار العملية السياسية.
كهول السياسة فشلوا نوعاً ما في بناء الدولة، وانتشال الشعب والبلد من الضياع، فقلدوا الحكيم عندما رفع شعار حكومة الشباب، لأجل تمكين الشباب والمرأة، عندما حول الشعار الى مشروع، وطبقه على ارض الواقع بالقول والفعل، فكان تيار الحكمة الوطني يحتوي على 75٪ من الشباب، وذاتهم من قادة التيار، وانعكس ذلك على قائمة التيار الانتخابية، ليكون قرابة الـ 90% هم من المرشحين الجدد، اعتبر البعض ان المشروع هو ازاحة للجيل القديم، وانتقدوا الحكيم على ذلك، لكنهم عادوا ورفعوا ذات في احزابهم وتياراتهم مرة، , واُخرى عبر تأسيس وتشكيل ومنظمات إنسانية وثقافيّة ومجتمع مدني، تحت مسميات مستعارة تداعب مشاعر وعواطف وحاجات الناس، من خلال دعم مادي كبير، للإستغلال الشباب في تلبية مصالحهم الخاصة.
الحسابات لم تصب كبد الحقيقة، فتغيرت الموازين, وانجلت الغبرة, وأزيح الستار, ليكشف عن مواقف دعاة الوطنية, بعدما اصطفوا في صفوف اختاروها لأنفسهم، ليعلنوا عن تبعيتهم وتوجهاتهم وأيدولوجياتهم، الأمور خرّجت عن السيطرة, وأصبحت بيد الشعب، ليكون هو صاحب القرار وكلمة الفصل، وعليه ان يميز بين الصادق والكاذب، بين الحقيقة والسراب، والايام القادمة كفيلة بتبيان ذلك، واظهار حقيقة الكلام من شعارات, فلم يبقى الا ايّاماً قلائل تفصلنا عن القرار النهائي للشعب العراقي.