22 ديسمبر، 2024 8:34 م

نفاذ مخزون الوطن!

نفاذ مخزون الوطن!

تتآكل الأوطان والدول مثلها مثل أي مادة تنتهي صلاحيتها او تكاد.

وقد يساعد قوة الأساس والبناء أحياناً كثيرة بعضها للبقاء فترة أطول، معتمدة على مخزونها من القوة والموارد الطبيعية منها والبشرية، والسكون المجتمعي ـ سواءً المبني على الاكراه او الرضا المخدوع ـ وغير ذلك.

ولكن الحقيقة الخطيرة الواجب الانتباه لها، أن هذا المخزون معرض هو الآخر للنفاذ والانتهاء ما لم ننجح في مدّه بموارد اضافية جديدة تمنحه القابلية للحياة، وليس الركون إلى اعادة التدوير الذي لن ينتج إلا ضعفاً متراكماً على ضعف.

فإذا كانت كل ازمة تمر على بلدنا تقتات على موارده المادية والمعنوية، ومن قدرة الشعب على المغالبة والمصابرة، فان العراق اليوم قد قارب مخزونه على النفاذ، بل هو يعيش خارج نطاق التاريخ الفاعل، في ظل تأثره البالغ بالترددات الخارجية.

ان الدول وعلى مر العصور تتقلب فيها الأحوال، بين ضعف وقوة، وإقبال وإدبار، ونصر وهزيمة، ومد وانحسار، وليس ذلك بغريب، ولكنه في ذات الوقت مدعاة للانتباه إلى نهايات الأحداث من جهة، ومراقبة مخزون القوة والطاقة الداخلية خشية نفاذها من جهة أخرى.

لذلك، ثمة حاجة للمراجعة المستمرة، وقياس مستويات القوة لدينا، وإبقاء حالة الترقب وعدم الاطمئنان قائمة، كي لا تخدعنا المظاهر الزائفة، والأقوال المعبرة عن القوة الموهومة، والخوف كل الخوف من لحظة الصدمة، وانهيار الفجأة، وتحطم سفننا لحظة وصول الطوفان!.