17 نوفمبر، 2024 8:51 م
Search
Close this search box.

نظرة تحليلية في كراسي عراقية…!

نظرة تحليلية في كراسي عراقية…!

ما بين عامي 1979 و 2011 علاقة مهمة أدت وستؤدي إلى تداعيات قاسية في بلاد الرافدين. ففي عام 1979 قام أحدهم بزيارته السرية , وعاد بخارطة سياسية حارقة , فما أن حطت طائرته  في بغداد  , حتى بدأت متوالية المآسي الصعبة  وأعلن الحصاد الأكبر للرؤوس العراقية إبتداءً من الرئيس آنذاك وأعضاء القيادة , وما تلا ذلك من الحصد الشنيع لكل رأس يرى وينظر ويقول شيئا.
وما بين عام 1979 وعام 2011 كانت تلك الخريطة قد أنجزت مهماتها المأساوية.
ومنذ ذلك الوقت وحتى الزيارة الميمونة قبل أسابيع للكرسي المتسيد على جميع الكراسي , بدأ التنفيذ الفوري لخارطة عمل جديدة أخذت تظهر ملامحها الفجائعية , بخطوة مدعومة وموجهة ذات تداعيات جهنمية.
وخلاصة ما قام به إنقلاب بكل ما تعنيه الكلمة , وهذا الإنقلاب  المؤزر للحفاظ على المصالح والتطلعات والأجندات سيتم أخذه  إلى الدروب المرسومة له , وبدقة متناهية وبأساليب خداعية وتضليلية جديدة ومتمكنة.
وهاتان الزيارتان هما أخطر الزيارات التي حصلت في تاريخ العراق المعاصر , ويفصلهما ثلاثة عقود وعامين من سفك الدماء والتداعيات المريرة المتلاحقة.
وما بين زيارة 1979-2011 , يبدو للمتفحص  الواعي , أن لا فرق على الإطلاق ما بينهما وأن الوجوه فقط تبدلت , ولازال الزائر الأول حيا يرزق, ويا ليته يتكلم ويبوح بأسرار اللعبة , والزائر الجديد هو اللاعب الوحيد والمدفوع نحو ذات الدور.
ترى ماذا سيحصل؟
إنها لعبة الحزب الواحد والفرد الواحد والكرسي العتيد, ولكن بثوب جديد , وآليات متطورة ذات قدرات عالية على تحويل العراقيين إلى أعداء ألداء , وسيضاف إلى عقيدة الحزب الواحد والحاكم المطلق , عقيدة الطائفية المطلقة , وبهذا يتم الوصول إلى تحقيق أعلى درجات التمزيق الذاتي للوطنية والوطن والعروبة والدين.
إن الأجندة الجديدة , هي أجندة الأُرضة , فقد تأهل الناس وترشحت النفوس والعقول لكي تقوم بدور الأُرضة, التي ستنخر لب الوطن والدين , حتى يتحول الوجود إلى خواء, وتستحيل الأجيال إلى جذوع يابسة سهلة الإحتراق والتحول إلى رماد.
وباختصار  فأن الزيارتين متكاتفتين ومتساندتين ومكملتين لبعضهما , وما يجري هو إستمرار لما جرى في عام 1979 وسيصنع مأساة وجود العراقيين الجديدة. ولا أحد يعتب على أصحاب المصالح والأجندات , لكن العتب كله , على الكراسي التي ترتضي لنفسها دور تدمير البلاد والعباد. وتدين بالكذب والفئوية وتدّعي ما تدعيه من الصفات التي تقتلها بالعمل السيئ وبتأكيدها للرذيلة والشرور.
فتأملوا ما جرى بعد زيارة عام 1979, لتستشرفوا ما سيجري بعد زيارة 2011, وستدركون علة العراق الحقيقية , التي عنوانها أن العراق يلد أعداءه , الذين يدّعون الإنتماء إليه , وما هم إلا قتلته الآثمين بحقه أجمعين.

أحدث المقالات