23 ديسمبر، 2024 7:36 ص

توصيف الخليج العربي كنا نسمعه في الطفولة والصبا , لكنه غاب وإختفى منذ عقود , فلا تجد له ذِكرا في الصحافة والخطابات العربية , أو على لسان المسؤولين العرب , وتم وضع توصيف الخليج الفارسي مكانه في الخرائط.
وفاجأننا اليوم (13\10\2017) الرئيس الأمريكي في خطابه حول إيران بإستعمال توصيف الخليج العربي , وهذه أول مرة ينطق بهذه التسمية رئيس أمريكي , أو غربي على مدى عقود!!
ومما يثير العجب أن العديد إنطلقوا يستخدمون التوصيف في وسائل التواصل الإجتماعي ويناقشونه ويسلطون الأضواء عليه!!

فأين كان العرب؟
ولماذا تسابقوا على القول بالخليج العربي بعد دقائق من خطاب الرئيس الأمريكي؟!!

ترى ماذا يدور في هذا العالم المرهون بالآخرين؟!

إنه سلوك يبرهن على أن العرب مغلوبون على أمرهم , ولا يمكنهم النطق السليم والتعبير الصحيح عن حقوقهم وإرادتهم إلا بضوء أخضر من قوة كبرى يستمدون منها قدراتهم!!

لو فتشتم عن كلمة الخليج العربي في الكتابات العربية على مدى عقدين ونصف فلن تجدوا لها أثرا , حتى دول الخليج تُسقط كلمة العربي , فتسمي نفسها الدول الخليجية , وما تجرأت يوما ذكر إسم دول الخليج العربي!!

واليوم وبغتة أتتها الشجاعة وراحت تنادي بالخليج العربي , حتى أن عدد من الأخوة الصحفيين إنتقدوا قناة العربية لبثها خطاب للرئيس الإيراني ذكر فيه الخليج الفارسي!!

يا للعجب!!
“من أين أشرقت الشمس”؟!!

أ ليس في ذلك برهان دامغ على التبعية المطلقة للإرادة الأخرى , والمضي على سكتها والتغني بمنهجها؟!

أين إرادتنا العربية وقوتنا وعزتنا وكرامتنا؟!

إرتضينا لعقود إستعمال “الخليج الفارسي” , وإن تعرض كاتب لهذه التسمية لا يُعار لمقالته أي إهتمام , ويُحسب من الذين يهذربون , واليوم صار توصيف الخليج العربي ذو أهمية وقيمة ومعنى , وكأن الأمة يمكن تنويمها وإيقاظها وفقا لمقتضيات المصالح والمشاريع التي تُستخدم لتنفيذها وتمريرها والقتال من أجلها.

ويبدو أن الأدوار قد تغيرت وأن الواقع السياسي الإقليمي يسير نحو تبدلات وعودة إلى حيث كانت الأحوال قبل أربعة عقود , فالذين جاؤوا دخلوا في مدارات الأفول , وأن الواقع الجديد سيفرض خرائط سياسية ومعادلات قوى وتوازنات غير مسبوقة , فلكل قوة في المنطقة عمرها ودورها ولكل ثورة أجلها , وذلك قانون راسخ مبين.
فهل غاب الذين يبصرون؟!!