أود مناقشة الأمر على مستويات عدة سياسية وإعلامية فالرجل وأعني الحاج فاضل الدباس تمكن من العمل في خضم السياسة وشكل حزبا فاعلا جمع أطيافا سياسية وعشائرية ودينية مختلفة، ولم يضع محددات لإنتماء الشخص وجعل الأمر منوطا بالخبرة والتجربة الثرة والإيمان بالوطن وبرغم أن المزاج العام مايزال رهينة بيد الأهواء المذهبية لكن الدباس قدم نموذجا صالح سار عليه الكثير من المواطنين والمثقفين العراقيين ، ولم يكن ذلك سهلا لكن المحاولة الأولى عادة ما تنتج التغيير مع الإصرار وتكون وسيلة للتغيير والتحرك نحو المستقبل بقوة وبأسلوب مميز ينتج عنه فعل مختلف وناهض .
تجربة فاضل الدباس السياسية تعرضت لمواجهة صعبة وقاسية خاصة من المفسدين الذين يحاولون القيام بسلوكيات سلبية هدفها تحقيق مكاسب مادية سريعة على حساب الوطن والمواطن الذي يعاني من سنوات عدة وصعبة وحين عمل على التأسيس لمشروع إعلامي متجدد غير طائفي مؤسساتي وطني دافع نحو التغيير والإصلاح إنبرى العديد من الإعلاميين للعمل ضمن المنظومة الإعلامية تلك وحققوا النجاح الكامل الذي أبهر الآخرين بينما صار العديد من الصحفيين المحترفين يرغبون أن يعملوا ويقدموا العطاء الثر من أجل بناء دولة المواطنة .
كانت قناة هنا بغداد الفضائية واحدة من ضمن مجموعة صغيرة ونادرة من القنوات الفضائية الفاعلة والمؤثرة التي نشطت في عراق التغيير وكانت نموذجا حرا لم ينتهج نهجا طائفيا او قوميا لذلك تحقق لها المزيد من التفوق على نظيراتها من القنوات الفضائية التي سبقتها وهناك من القنوات الفضائية من بدأت البث قبل سنوات طويلة وعلى الأقل منذ 2003 وحتى اليوم لكن قناة هنا بغداد نجحت برغم قصر المدة الزمنية من تحقيق التوازن المطلوب في العمل الإعلامي العراقي الذي يحتاجه العراق لكي ينفض عنه غبار مرحلة صعبة وقاسية ومملة وإشتغلت على مواجهة الفساد والمفسدين الذين تحالفوا مع مافيات حكومية للأسف وبعضها مستفيد من هذا الفساد ولم يكن ذلك كافيا ليتراجع الحاج فاضل الدباس بل استمر في نهجه الشجاع متحديا ومواصلا المسيرة وقد جمع المخلصين ليكونوا سندا له وعضدا.
الدباس نجح لأنه تخلى عن أي فكرة تتعلق بالشخصنة والمذهب والقومية بل كان جل همه الوطن والمواطن وكان هذا ديدنه على مستوى السياسة والإعلام بينما إنشغل الآخرون بقضايا آخرى .