النبي الكريم لُقبَ بالصادق الأمين قبل النبوة بسنوات , وهذه الصفة كانت من المقومات الجوهرية التي دعت الناس من حوله إلى تصديقه وإتباعه , وكان على رأسهم أبو بكر الصديق الذي وُصِفَ بذلك لتصديقه ما يصرح به الصادق الأمين.
فالصدق والأمانة من الركائز الأساسية لسلوك المسلم , فإذا إنتفى صدقه وأمانته إنتفى إسلامه , لأن الإسلام صدق وتصديق وحمل أمانة وصيانة لها مهما كلف ذلك من جهد وثمن.
فهل فينا صادق وأمين؟!!
تأملوا الجالسين على الكراسي من أصغرها إلى أكبرها , فلن تجدوا إلا الكذب والخيانة والفساد!!
أ ليست المسؤولية أمانة؟!
أ ليس الصدق سلوك للتفاعل الجميل ما بين الراعي والرعية؟!!
فكم من المسؤولين يَصْدق في كلامه وخطابه؟!!
وكم منهم يصون أمانة المسؤولية؟!!
تساؤولات تستحق النظر قبل إلقاء اللوم على الآخر!!
أحدهم أرسل لي تصريحات لأحد العارفين بالدين , يعزو فيه سبب التداعيات والويلات إلى وجود مسلمين بلا إيمان , وغاب عنه تعريف الإيمان , وكأنه سراب , وليس سلوك يومي قويم , ومن أوضح وأبسط مقومات الإيمان الصدق والأمانة , فلا يمكنك أن تكون صادقا إن لم تكن مؤمنا , وكذلك لن تصبح أمينا وجديرا بحمل الأمانة أيا كان نوعها إن لم تكن مؤمنا.
أ ليس الدين رسالة أمانة عُرضت على الجبال فأبينها وحملها الإنسان؟!!
فهل من صدق وأمانة يا أولي الألباب حتى تستقيم الحياة وتتباهى بخلقها الصادق الأمين؟!!