22 ديسمبر، 2024 8:21 م

نبوغ الشهيد محمد الصدر في كلية الفقه

نبوغ الشهيد محمد الصدر في كلية الفقه

من خلال لقاء الحنانة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) يمكن معرفة الكثير الكثير عن هذا المرجع العظيم والذي يهمني في هذه السطور هو تسليط الضوء على نبوغه العلمي على المستوى الاكاديمي لان الدراسة الأكاديمية بمراحلها المختلفة لها شهرتها العالمية وحيث أنها كذلك أمكن ان نسجل رقماً قياسياً عالمياً قد حققه السيد محمد الصدر (قدس) لأن السيد محمد الصدر (قدس) في لقاء الحنانة ذكر أنه دخل المدرسة الابتدائية وقد أكمل الصف الرابع الابتدائي وفي الاسابيع الاولى للصف الخامس الابتدائي إنقطع عن الدوام الحمى ثم امره والده بان يترك الدراسة ويتعمم أي يلتحق بالحوزة العلمية الشريفة..

ثم بعد ذلك بحوالي أربع سنوات دخل السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) كلية الفقه ومن المعلوم لدى الجميع ان الطالب لا يمكنه الدخول الى الكلية ما لم يكمل المرحلة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية لأنها مقدمات ضرورية لكي يكون الطالب (بعد ان يتخطاها بنجاح) مؤهلاً للدراسة الجامعية التي تكون بطبيعة الحال أعلى مستوى وأصعب من المراحل السابقة ومع ذلك استطاع السيد محمد الصدر(قدس سره) مع صغر سنه وعدم مروره بتلك المراحل الضرورية للطالب عادة استطاع بالرغم من ذلك ان يتفوق في الدراسة الجامعية الاكاديمية في كلية الفقه وان يحصل على تقدير جيد جدا وحصل على شهادة البكالوريوس بدون ان يحصل على شهادة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ودخل الكلية وهو في عمر طلاب المتوسطة وتخرج منها في عمر طلاب الاعدادية وكان بإمكانه ان يكمل الدراسات العليا كما فعل بعض زملائه كالشيخ الوائلي (رحمة الله) ولكنه ابى الا ان يستمر بالدراسات الحوزوية التي تكون بطبيعة الحال أصعب وأعمق وأطول زمناً من الدراسة الاكاديمية بما فيها الدراسات العليا..

فهل يا ترى يستطيع الفرد الاعتيادي وهو في الصف الرابع الابتدائي ان يدخل الكلية ويحصل على تقدير جيد جدا؟؟؟؟آخذين بنظر الإعتبار أن الدراسة الأكاديمية في الخمسينيات بمختلف مراحلها أصعب وأعمق وأكثر جدية من الدراسة في الوقت الحاضر!!!!

وقد يستغرب البعض من ذكر هذا الامر لأن السيد محمد الصدر(قدس سره) بلغ رتبة الاجتهاد وأصبح بعد ذلك من أعلم العلماء ولا يوجد قياس بين الحصول على شهادة البكالوريوس وبلوغ رتبة الاجتهاد والحق مع هذا المتسائل ولكني قلت ان الدراسة الاكاديمية مشهورة عالميا وهذه الشهرة تنفعنا لإقامة الحجة على هؤلاء الناس الذين يقدسون الدراسة الاكاديمية بل ان هذه الحادثة يمكن اعتبارها دليل على ان مثل هذا الانسان من السهل اليسير عليه ان يكون مجتهداً بارعاً …..

إن الكثير من طلبة العلوم الحوزوية يفتخرون بأنهم قد حصلوا على الشهادة الأكاديمية ولكنهم جميعا لم يحصلوا عليها الا بعد التدرج من المرحلة الابتدائية مروراً بالمتوسطة فالإعدادية ثم اكملوا الدراسة الجامعية..
اما من هو في المرحلة الابتدائية فكيف يمكن له ان يستوعب الدراسة الجامعية ويتفوق فيها؟؟؟؟..
وهذا الشيء قد حصل للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)….
ان شخصية السيد محمد الصدر (قدس) تعجز عقولنا القاصرة عن ادراكها او الاحاطة بها ونحن نقدم الاعتذار عن ذلك
فسلامٌ عليه يومَ ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا…..