23 ديسمبر، 2024 8:58 م

مولد الرسول … ارادة من السماء وعدالة في الارض

مولد الرسول … ارادة من السماء وعدالة في الارض

يوم  ليس كبقية الأيام ، وشمس اشرقت ليس  كبقية الشموس ،أذن الله لها أن تكون  شمسا دائمة الدفء ودائمة الاشراق ، فتاتي الفرصة الأخيرة لاستمرار حبل لاينقطومنهج تكتمل به  حلقات النبوة  ، فدين  الله واحد  وإن كانت شرائعه متعددة،  فرحت  بمقدمه السماء والأرض وبدأت حياته  طفلا  ذاق طعم اليتم من الأبثم من الأم  ليُعلم الاباء كيف يكون  الحنان  ،
كان مولده بشرى للإنسانية التي كانت تعيش في ظلام متقع ، لا تفرق بين الحلال والحرام وبين ما هو نافع لهم وما يضرهم ، فجاءهم مبشرا ونذيرا ، داعيا لهم ان يسلكوا طريق الصواب والهداية ويتركوا طريق الظلالة ، فكانت اول شرارة لمقدمه الكريم ، انصداع ايوان كسرى واخماد نار المجوس التي كانت رمزا للظلم والعبودية والجهل ، ليقول لنا إن الظلم عنوان سيء وان المظلوم انسان ، نُصرته واجبه مهما  كانالثمن، ثم يأتينا بعد ذلك ، الهدي من السماء ليقول لنا الوحي ، انتم امة اقرأ وهي مفتاح حضارتكم ، ان تخليتم عنها تخليتم عن مفتاح الرسالة التي أرسلت ، وان عمارة الأرض هي أساس التكليف لمهمة الانسان على الأرض .
وتبدأ المعاناة والمواجهة بين الحق  والباطل  ، وبين  العادة الذميمة المستحكمة والدين الجديد ،وبين العبودية والحرية ، فيولد رسولنا الكريم، ليكون رحمة للعالمين ،ولكي  يكون التأثير شاملاوالمدرسة متكاملة لا بد أن تتمثل  في الرسول كل ما يطلبه الانسان عند ما يريد أن  يكون  متميزا ، فإذا اردت الأبوة فهو عنوانها ، وإذا أردت  الرحمة فهو الرؤوف الرحيم وإذا اردت الزوج فهو المثال وإذا اردت  القاضي فهو  العادل وإذا اردت  الحاكم  فهو القدوة  وإذا أردت المجاهد فهو الأول فيها ،
اليوم يتجدد نبض الإنسانية من مشرقها لمغربها ، ولسان حال الجميع واحد لا يختلف عنه احد والأمة التي تحيي اليوم ذكرى  مولد رسول المحبة تنهض من جديد وهي  تزاحم  الظلموتنفض غبار الهوان  لتقول  للعالم من جديد ، نحن هنا امة  قد  نضعف ولكننا لا نموت،هو تذكير لأولئك الذين يتحكمون بعباد الخالق ان يتقوا الله في اخوانهم وابنائهم وشركائهم وان يجعلوا من هذه المناسبة العظيمة عنوانا للتسامح والالفة ، وان يتنازلوا عن ملذات الدنيا لأنها زائلة مهما كبرت او تجملت ،وحتى اخلاق الحرب التي ارساها  الاسلام  لا تمثيل لا حرق لا قتل طفل او امرأة او شجرة  ، فتنتصر الدعوة  ويقود الطريد الى  مكة ليعلن من هناك  اذهبوا انتم الطلقاء فيعفوا عن  الذين  ناصبوه  العداء  ثم  يكون  الحج  الأكبر ليعلن من هناك ميثاق  جديد للإنسانية  فيه وحدة الأصل ودفن الثأر ، ويدخل الناس في دين الله افواجا ويجري على الرسول الأعظم بعد ذلك ما يجري على البشر  (انك ميت  وانهم ميتون ) ( وما محمد  الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات او قتل  انقلبتم على اعقابكم).
وعلى من يتحكم برقاب العباد ان يجعل من ذكرى مولد سيد الكائنات رمزا للتواضع ، لا التكبر .ويقف بكل شجاعة وبسالة يخاطب شعبه ويستميح منهم العذر في اي ذنب او خطيئة ارتكبها بقصد ٍ او دون قصد . منادياً اهله واخوانه وابنائه … اللهم اني قد اديت الأمانة التي حملتموني اياها فاختاروا من تجدونه الاصلح لكم ،  وبهذا الفعل يكون قد جنب اهل العراق الماسي وحقن دمائهم وارواحهم عند ذلك يكون اول رجل سبق غيره من الحكام ليسجل له التاريخ موقفاً قل نضيره وتكون الخاتمة مسك .