18 ديسمبر، 2024 6:13 م

من ينقذ العراق.. وكيف؟!

من ينقذ العراق.. وكيف؟!

أعيد طرح السؤال المتجدد كل حين.. فما زال يقض مضجعي، ويثير التأمل دوماً بخصوص مضمونه والاجابة عليه.

وقطعاً ان تجديد السؤال فيه إشارة واضحة إلى ان ما قدمت من اجابات إما لم تكن وافية، أو انها قيدت بقيود شتى أفقدتها معناها وفاعلية تطبيقها، هذا ان كانت طبقت فعلاً، والجانب الأخير هو أشد وأكثر تأثيراً!

وعلى الرغم من سوداوية الواقع ووصوله إلى أقصى درجات قتامته، فإن ما تبقى من حفنة تفاؤل ما تزال هي الباعثة على الحياة وبقاء الأنفاس وعدم الاستسلام فينا مهما كانت مثقلة بتراكمات الواقع، وبدون ذلك فلا معنى لأي كلام يقال، فبيننا وبين حافة الهاوية وفي كل المجالات بضعة أمتار ان لم يكن أقل.

وسؤال الانقاذ هذا أجده لعمق وتركيب الأزمة العراقية يحتاج دوماً إلى إثراء ولقاءات وحوارات لا تنقطع لعلها تصل بنا إلى وضع خارطة طريقه المنشود منذ زمن.

من ينقذ العراق؟

قطعاً انه ليس فرداً لوحده، ولا نصباً أبدعه فنان، ولا شعراً تغنت به الأجيال، ولا دمعة فلتت في لحظة صدق، ولا نوايا صادقة ما تزال محبوسة في الصدور طوعاً او كرهاً، فكل ذلك لا يمنح سلاحاً مكافئاً في مواجهة غول التردي والهوان.

من ينقذ العراق:

ــ تدرج وذكاء وبعد استراتيجي لا يخضع للأقوياء بل يروضهم وينجو بالشعب والوطن الذي ما زالت يقيده ويشقيه موقعه وسط الرمال المتحركة من النزاعات والصراعات.

ــ حالة وثقافة وسلوك وتطبيق والتزام وصبر وتحمل وتكاتف للوصول إلى نهاية المطاف، قد يوجد الشخص الذي يحمل حب الوطن في قلبه، ولكنه بدون اسناد سيغدو مقاتلاً لوحده في ساحة التهبت منذ زمن وما زالت تستعر!

ــ مجتمع يعود إلى رشده، وانتصار جماعي للحق، ورفض لكل صور الفساد، فكيف نريد لبناء الخير ان يتم بناءه ومن ينبي هم القلة ومعاول الهدم يحملها الآلاف؟!

ــ مشروع متكامل، يعلوه شعار براق كتب بخط كوفي بديع، وضم في داخله ألف ألف بطلٍ يصرون على زرع بذرة الغد المشرق مهما كانت التضحيات.

ــ عملية تطهير شاملة، ترتكز على ذاتٍ متجردة، وتسعى لتنقية كل المؤسسات من الشوائب التي انسلت في ظلام الفوضى فتمادت وأوغلت ودمرت وبسببها الجدران تآكلت!

ــ بشارات فعلٍ ممدوحٍ لا تثنيه الظروف، وفريق عمل يدق على الصدور هاتفاً لملايين الأرامل والأيتام وذوي الشهداء إنا ها هنا سندكم وعونكم، فمن تلك البيوت المتهالكة، والنفوس التي ذاقت الويل والحرمان تشرق شمس الوطن من جديد.

ــ خطة متعددة الأوجه، قوامها مجموعة مشاريع ملزمة تعيد الروح للهوية العراقية في الأنظمة والسلوك، وترمم النفوس التي أصابها التلوث، وتلزم المجتمع بمعاني الفضيلة فليس يدفع كل هذا الفساد والسوء إلا جيل نقي متعافي من كل هذه الأوزار، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية الفاعلة، والتخلص المتدرج من كل المفسدين هم وأغطيتهم التي يتسترون بها، وسياسة خارجية حكيمة تعيد وضع العراق في مكانه قوياً مهاباً، وليس ذلك يتحقق إلا ببناء داخلي قوي قادر على مجابهة التحديات.

هذه بعض من ملامح مسارات النهوض، وتحتها توجد عشرات التفاصيل والنقاط..

فمن أراد الخلاص فليبادر، ولمن أصابه اليأس نقول انه مهما بلغ الطوفان مداه، فلا بديل عن خوض معركة الوعي، فهي وحدها التي تحجز لنا مكاناً في سفينة النجاة… قبل ان يفوت موعد الإبحار!