18 ديسمبر، 2024 4:46 م

في الثمانينيات وبعز إستعار الحرب الشرسة بين دولتين جارتين , كان صديقي عندما يجالسني ليلا. يتساءل من يحكم العالم , ويشطح في خيالاته ويبدأ بوصف الذين يملكون قدرات الأرض ويتصورهم كما يشاء.
فكان مصرا على أن الوجوه الظاهرة لا تحكم , وإنما هي دمى لقوى خفية تدير مسيرة الحكم فوق التراب.
ومهما حاولت إقناعه بغير ذلك فأنه يهزأ من أي تفسير أو دليل.
ويمعن بإستحضار هيأة المجموعة التي تقرر مصير العالم , ويصر على أنهم تحت الأرض ويصدرون الأوامر , ودمى الكراسي تنفذ!!
وكلما دارت الدوائر أتذكر صديقي , وأراه ثاقب النظر , ويمتلك بصيرة خارقة , وقدرة على فهم المعطيات ومن أين أتت.
وبعد أن تعرى كل شيئ أخذنا نفهم مَن يحكم العالم ويهندس أحداثه!!
الوجوه المهيمنة في وسائل الإعلام , أبواق وصور كارتونية , تحركها قوى خفية في الدول المدعية بأكاذيب الإنسانية والحقوق الآدمية للبشر , وفي سلوكها تعبر عن أشرس آليات التوحش واففتراس الملقنع بالشعارات السامية والطروحات الفائقة الإمعان بحقوق الإنسان.
مَن يحكم العالم؟
علينا أن نتساءل , إنها قوى مستترة تقديرها هي , تكشر عن أنيابها وتتأهب مخالبها عندما يُداس ذيلها , أما إذا طعنت بخاصرتها , فستبدو حقيقتها العدوانية السافرة , فلا يعنيها قتل الأبرياء وهدم المنازل على ساكنيها , فهي متسلحة بأنانيتها العمياء , وقوتها التدميرية الرعناء.
فلا تقل شئنا , وإنما شاءت إرادة الأقوياء!!
إنهم يحكمون العالم , ويتدبرون محق الضعفاء , بصراعاتهم البينية , وقنابلهم الهمجية , وتخنيعهم للإرادات الدولية , ففمن يحكم العالم!!ي كل المحافل لديهم أيادٍ خفية.
إنها الحقيقة الواعدة بمزيد من الدمار والخراب والوجيع!!
فكن قويا لترهب الأقوياء!!
د-صادق السامرائي