18 ديسمبر، 2024 5:10 م

يروج الكثير ممن تنقصهم المعرفة والدرايه باالامور التاريخية والدينية والسياسية لقضية فلسطين الى اشاعة فكرة العجز والانتظار المتسم بالصمت والتخاذل والركود وبحجة ان ما يجري فيها من جرائم ترتكبها عصابات الكيان الصهيوني ضد المدنيين هناك بانه امر الهي ولابد له من الحصول وبهذا يجب على الجميع انتظار ( المخلص ) الامام المهدي المنتظر ( ع) ليحررها ولا يجب على أي مجموعة او فرد التحرك و النهوض او العمل بخلاف هذه المعطيات التاريخية !!

واكيدا ان نشر مثل هذه الثقافة الدخيلة والخبيثه هي بمثابة كلمة حق يراد بها باطل فالتريوج لها يراد منه ضرب اي مقاومة ضد الباطل والكيان الصهيوني الغاصب وتأجيج الرأي العام نحو استنكار اي عمل عسكري تكون نتائجه محددة او غير متكافئه وبالتالي يتم افشال اي جهد نحو نصرة الحق والتمهيد بالقول والفعل لمشروع الامام المهدي المنتظر ( ع) .

ومن الواضح ان هؤلاء غابت عنهم عدة معلومات ومنها ان قيام اي ثورة اصلاحية تحتاج الى مقومات ومنها العناية الالهية ووجوب وجود قاعدة شعبية تمهيدية تكون قد طورت نفسها نفسيا وعقائديا وعسكريا تحضيرا لقدوم القائد المنتظر والتي من البديهي يكون قد أستند عليها لكي ينطلق ويطبق مشروعه الاصلاحي دون المعجزة وكيف تتهيىء القواعد الجماهيرية المؤمنة دون عملية تمهيد واختبار ومن المسلمات ان عملية التمهيد تتطلب التمحيص والتمحيص ومنها مقارعة الظالمين والكيانات الغاصبة وبناء الطود المنيع لصيانة ثورة العدل الالهي .

اذن يجب ان يكون هناك ممهدين وقاعدة جماهيرية مؤمنة وتجارب لدحر الارهاب التكفيري والبعثي والصهيوني والماسوني وان التكليف العقلي والشرعي للانتظار هو العمل بما يقدر عليه المؤمن وبما يستطيع تقديمه من امكانية وجهد كما وان الانتظار لا يتحقق بالجلوس والتخاذل عن نصرة الحق والمظلوم وانما بالتمسك بمبادئ الدين الحنيف ومن مبادئه مقارعة الظالمين ودحر المعتدين والمحتلين .

ولو تنزلنا وقلنا انه يجب العمل بفكرة الجلوس والصمت والانتظار دون اي عمل حتى يظهر المخلص فلا جدوى اذن من اي عملية اصلاحية او امر بمعروف ونهي عن منكر وان مرى باعيننا الحرمات تنتهك والمقدسات تضرب وتقتل النفس البريئة ونحن نلتزم الصمت بكل تأكيد هذه الافكار والتي يحاول العديد ترويجها وخاصة المطبعين منهم والجوكرية والبعثية وعملاء السفارة الامريكية هي معتقد فاسد وخبيث وشيطاني وهو عامل مساعد للقوى الظالمة والكافرة في تحقيق اهدافها بكل سهولة .

افكار واطروحات مسمومة من زمر سيطر الشيطان على عقولهم تدعو الى ترك فلسطين وما يجري عليها حتى ظهور الامام المهدي المنتظر ( ع) وهو الذي يحررها متناسين قوله تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) .

فأين الايات التي تدعونا للجهاد ونصرة الحق واهله والتوكل على الله جل وعلا وأين احاديث النبي الاكرم واهل بيته ( ع) حول دور الجهاد والتضحية في سبيل الله والمظلومين ودور المجاهد وعظم منزلته وعلو شأنه !! ؟؟

واكيدا ان من سيحرر فلسطين والقدس الشريف هي القوى والجيوش الممهدة والمؤمنة والفصائل المجاهدة والمقاومة وتحت مظلة وعين الامام المهدي المنتظر ( ع) والذي هو يعلم ويرى وبيننا كما اكدته الروايات المروية عنه ( ع) وبمشيئة الله تعالى رب العزة والقدرة فلا نصر دون تهيئة اسبابه العملية على ارض الواقع ولا يمكن ان تتحرر فلسطين والقدس بالجلوس في المنازل والاستماع الى العواجل ونشرات الاخبار او بث اراء ومفاهيم مسمومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بغية الحصول على سمعة او اطراء ما !!

طوبى لكل المجاهدين العاملين الغيارى وطوبى للجمهورية الاسلامية في ايران من خلفهم وهي تدعم المقاومين بكل ما تستطيع وطوبى لكل المضحين الذين لا يعرفون الاستكانة او التخاذل وطوبى لكل صوت ارتفع لنصرة فلسطين والقدس ونصرها بقول او فعل .