23 نوفمبر، 2024 6:07 ص
Search
Close this search box.

من هي الطائفة الحاكمة فعلا في العراق ؟

من هي الطائفة الحاكمة فعلا في العراق ؟

منذ عشر سنوات تقريباً، والسياسيون العراقيون يتناوبون علينا بالتصريحات والبيانات والخطابات حتى أوشكنا أن نهرب من هذا البلد لنبقيه لهم. بعضهم، اي السياسيين،  يتهم الشيعة بالتفرد بالسلطة وتهميش الآخرين. والشيعة يردون على هذا بأنهم لايملكون من السلطة إلا الاسم فكل خيوطها بيد الاكراد، والبارزاني تحديداً. أما السنة، فهم يحكمون ولايحكمون، مؤيدون للحكومة ومعارضون لها بنفس الوقت!
وحقيقة الأمر، بعيداً عن مناظرات السياسيين واستعراضاتهم الخطابية، فان الطائفة الأمريكية هي من يحكم العراق فعلاً. والآخرون، أي المكونات الثلاثة لاسلطة فعلية لها ولا قرار مهم بيدها، فكل قرار لايصدر من دون مشاورة قادة (الطائفة الناجية) هذه! وهنا تكمن المفارقة، إذ إن الأمريكيين المتواجدين في هذا البلد، لايتجاوز عديدهم العشرين ألفاً في أحسن تقدير!!
وربما لايعلم الكثير من العراقيين أن حصة الطائفة الأمريكية من وزارات الدولة قد تم حصرها بوزارتين اثنتين فقط، لأن هاتين الوزارتين هما من يحكم العراق فعلاً .
منذ سقوط النظام البائد وحتى الآن توالى على وزارة الدفاع شخصيات شيعية وسنية، مذهبياً هم هكذا، ولكن ولاءهم لأمريكا بالدرجة الأولى، وهذا لايعني إنهم غير موالين للعراق بالطبع. فاول وزير للدفاع هو حازم الشعلان (رجل كان يشغل مدير مصرف) صار معارضاً بالمصادفة.. فقد إلتقفه المعارض المعروف بحر العلوم من شارع سوهو الشهير في العاصمة البريطانية ليصنع منه معارضاً للنظام البائد، وحين (حررت) أمريكا العراق لم تجد أخلص منه ، فاختارته وزيراً للدفاع رغم أن هذا المنصب محل حسد وطمع من قبل سياسيين شيعة وسنة واكراداً. ولكن الشعلان فاز بها ، فقد كان جسوراً حيث سرق للأمريكين، ولنفسه، فيما سرق ، ملياراً ونصف المليار دولار ليهرب بعد ذلك الى الخارج. ثم جاء بعده السيد سعدون الدليمي الذي لم ينتمي إلى اي من الأحزاب الحاكم، اعقبه بطل(تحرير) الفلوجة عبد القادر العبيدي الذي أثبت في معركته مع اهلها ولائه لأمريكا فبطش بهم، فكافؤه بوزارة الدفاع ثمناً لما فعل. ثم جاء بعده السيد سعدون العبيدي مرة أخرى مع أنه لم ينتمي إلى الوفاق أو الحزب الاسلامي أو الدعوة أو المجلس الاعلى أو التيار الصدري أو التحالف الكردستاني !
والوزارة الثانية التي ظلت طوال السنوات العشر الماضية تحت نفوذ وسلطة الطائفة الامريكية هي وزارة الداخلية، حيث كلفوا السيد البدران وزيراً لها بعد سقوط النظام البائد ، والبدران كان صفراً على الشمال بالنسبة للمعارضة العراقية لنظام صدام بعد ذلك اعقبه الصميدعي مؤقتاً ثم بالخطأ جاء باقر جبر، وجرى تصحيح الخطأ هذا  بتكليف البولاني والذي قيل عنه انه نزل بالبرشوت على السحة السياسية العراقية!، والنية الآن متجهة نحو السيد توفيق الياسري وهو يحمل الجنسية الامريكية الى الآن! وكل هؤلاء باستثناء صولاغ، أصدقاء وحلفاء لأمريكا أو موالين لها !
وذريعة أمريكا ، هي : إن هاتين الوزارتين خطرتان وتحتاجان الى شخص مستقل لادارتهما. وعادة فأن امريكا لا ترى إلا في حلفائها واصدقائها من يجسد هذه الاستقلالية وقد حصنت الوزراء (المستقلين) حتى لايستطيع اي حزب او طائفة عداها من التأثير عليهم، وحتى رئيس الوزراء لايملك قرار تغيير أي من الوزيرين طوال السنوات الست الماضية. ودليلنا على ذلك هو أنه كان أشد السياسيين استخفافاً بالبولاني لكنه، وتحت ضغط أمريكي قبل به، وصبر عليه طوال أربع سنوات !

أحدث المقالات

أحدث المقالات