22 ديسمبر، 2024 7:00 م

من لا يحترم دينه ماذا يرجو من غيره؟!!

من لا يحترم دينه ماذا يرجو من غيره؟!!

بعض المجتمعات المدّعية بدين , وفيها أحزاب مؤدينة تحكم بإسم دين , ولا تعترف بوجود وطن ولا بحق مواطنين , وتريد من الآخرين إحترامها , وعدم المساس بعقائدها , وهم يعتدون على أبسط حقوق الإنسان ويهينون وجوده , ويهدمون دور عبادته , وينتقمون منه شر إنتقام , بإسم الدين الذي يحتكرون , وينكرون غيره.
فهم في غلوّهم يعمهون , وعلى أنفسهم يجنون , ويتهمون الآخرين بالعدوان على الدين , ويتجاهلون إساءاتهم وعدوانيتهم على الدين الذي يدّعون.
هذا السلوك المبعثر المعادي للذات والموضوع , يساهم بتأهيل الآخرين للقيام بأعمال عدوانية على ما يمثل الدين , لأنه بدى أمامهم حالة إجرامية , إرهابية إمتهانية للوجود البشري.
لماذا لا يعود أدعياء حماية الدين والغيرة على ما يمثله إلى أنفسهم , ويحاسبونها على ما إقترفوه من الجرائم والآثام؟
لماذا لا يقيّمون سلوكهم ويتخذون من العمل تعبيرا صالحا صادقا عن إيمانهم بالدين الذي يدّعون؟
إن لعبة تسييس الدين وإستثارة عواطف التابعين الخانعين , ليست جديدة وعهدتها البشرية منذ الأزل.
الدين ليس كلمات وعواطف وإنفعالات ” الدين العمل” , فاظهروا للدنيا أعمالكم , لا أقوالكم وعواطفكم , وثوراتكم الإنفعالية , الداعية لجمع المساكين ودفعهم إلى أتون سقر.
وأكثر المتمنطقين بالدين لا يعرفون معاناتهم , ويبتوزنهم بإسم الدين.
وهم في ثراء ونعيم , ويحسبون أنفسهم من المصطفين من ربهم الكريم , وغيرهم من حولهم هشيم!!
وهم يحرقون الدين , ويثورون على حرق نسخة من عشرات الملايين , نعم الفعل قبيح ومدان وذو أهداف مغرضة , ولكن علينا أن نعمل بكتاب الدين!!
د-صادق السامرائي