18 ديسمبر، 2024 10:15 م

من قال أن شهادة الطب العراقية غير معترف بها؟

من قال أن شهادة الطب العراقية غير معترف بها؟

صار يقينا لدى الجميع ولا مجال فيه للنقاش والمجادلة بأن هناك عملية تدمير مبرمجة وممنهجة للعراق بشرا وشجرا وضرع وزرعا بدأت منذ الأحتلال الأمريكي البغيض للعراق في 2003 ولازالت ، ولأن التعليم بكل مراحله يعتبر ركيزة اساسية لتطور الدول وتقدمها ونهوضها ، لذا سعى أعداء العراق من الداخل وبرعاية وضوء أخضر أمريكي! ، على تدمير العملية التربوية والتعليمية في العراق بكل مراحلها ، والعالم كله شاهد ما أصاب التعليم في العراق بكل مراحله من خراب فكري وتعليمي ومنهجي ولوجستي ، حتى صار يفتقد لأبسط مقومات التعليم في أفقر دول العالم! بعد أن كان أرقى من مستوى التعليم في الدول الأسكندنافية عام 1975! 0 وهنا لابد من الأشارة بأن التعليم بالعراق وخاصة التعليم الجامعي أصابه ضررا كبيرا خلال فترة الحصار الظالم على العراق في تسعينات القرن الماضي ، حيث تم حصر العراق وعزله وأبتعاده عن كل منصات التعليم والمؤتمرات العلمية الدولية والعالمية ، ولكن مع ذلك ظل التعليم بالعراق يقاوم كل الضغوط الدولية والحصار العلمي المفروض عليه قسرا وأستطاع التواصل مع العالم ومع التقدم التكنلوجي الذي كان ولا زال يشهد تطورا وقفزات سريعة ، ورغم الحصار الخانق وعزل العراق علميا وأكاديميا ألا ان الكثير من العراقيين من أطباء ومهندسين نجحوا في كسر الحصار العلمي المفروض ونجحوا بل تفوقوا على أقرانهم من طلاب العلم في العالم بالدورات والدراسات والمؤتمرات القليلة التي سنحت لهم أنصاف الفرص للأشتراك فيها! 0 وقد أثبتوا من الجدارة والكفاءة ما أبهرت العالم بهم ، متسلحين بسر جينات موروثهم التاريخي! ، بأنهم أبناء أول حضارة في العالم قدمت كل العلوم والمعارف للعالم أجمع 0ورغم الضرر الذي أصاب التعليم فترة الحصار الظالم ألا أنه لم يكن قاسيا ! قياسا بالضرر الذي أصابه بعد الأحتلال الأمريكي الغاشم للعراق فالضرر الذي أصابه كان من أعداء الداخل من الفاسدين الذين خانوا تربة الوطن وأصبحوا عبيدا لهذا وذاك ولهذه الدولة وتلك وهو الأخطر والأقسى والأكثر دمارا والأكثر تأثيرا ، ولكن مع كل هذا الدمار وكل محاولات أعداء الداخل والخارج بقي التعليم في العراق صامدا قويا لم يمت كما أراد له اعداء العراق! ، نعم مرض بشدة ولكنه ظل متماسكا تغذيه جرعات الأمل والنجاح الذي يحققه الكثير من أبناءه في كل الأختصاصات العلمية والأدبية والفكرية كبارا صغار وبأية مشاركة علمية خارجية تسنح لهم ، وما أدل على ذلك ،هو النجاح الكبير الذي حققه أطفال العراق في مسابقة ( المنتلماث العالمية للحساب الذهني السريع التي ترعاها وتنظمها منظمة ،، يوسي ماس،، الدولية والتي جرت نسختها السنوية الأخيرة قبل شهر في مدينة شرم الشيخ في مصر، حيث أستطاع أطفال العراق أن يفوزوا بالمراكز الأولى في المسابقة متفوقين على كل المشاركين من 20 دولة عربية وأجنبية منهم روسيا وكازاخستان ، حيث فازوا بجائزة شامبيون ، وسوبرشامبيون وجائزة بروفيشنال). ((( وكان المفروض وتوقعنا أن يلتقي بهم رئيس الحكومة ويقدم لهم الجوائز والهدايا ويكرمهم على نتائجهم الباهرة التي حصلوا عليها ، ولكنه لم يفعل ذلك ؟؟؟!))) 0 ندخل الى صلب المقال، حيث أنتشرت قبل أيام على مواقع التواصل الأجتماعي شائعات نسبوا مصدرها الى نقابة الأطباء العراقية! ، تقول بأن المنظمة العالمية للطب ستوقف الأعتراف بخريجي كليات الطب في العراق عام 2023 وأن نقابة الأطباء تتحرك لمنع ذلك!، وتبين فيما بعد بأن هذه الأخبار غير دقيقة وغير صحيحة! ، فالكثير من وسائل الأعلام والفضائيات المغرضة التي تستغل الأنفلات الأعلامي وعدم وجود أية رقابة على الأعلام! تتقصد بنشر هكذا أخبار مجتزأة غير دقيقة تسمعها من هنا وهناك دون التأكد منها ودون الأكتراث بالعلم والتعليم ( لتجعل الطلاب يدخلون في دوامة من اليأس والقلق والحيرة ، وتدفع البعض منهم الى القول على شنو دندرس ومتعبين وخابصين نفسنا هو منو راح يعترف بشهادتنا!) ، وهذا هو المطلوب لتدمير نفسية الطالب وأحباط همته وأندفاعه ، وهذا هو ما يقوم به الأعلام المدسوس والمقصود منه زرع اليأس والقنوط والفشل لدى طلابنا ، حيث صار معلوما لدى غالبية العراقيين الدور الكبيرالذي تقوم به الكثير من الفضائيات ووسائل الأعلام المغرضة والمأجورة والتي تدس السم بالعسل ، في أشاعة أجواء من عدم الأستقرار والبلبلة واللغط والكذب في الكثير من أخبارها!)0 نعود الى الى أصل الحكاية فقد أوضح السيد نقيب الأطباء في لقاء له على أحدى الفضائيات ((سوء الفهم في تناول وتداول مثل هذه الأخبار حيث أوضح قائلا: يوجد مجلس عالمي لأعتماد كليات الطب في العالم ومقره في الدانمارك، وهذا المجلس أصدر توجيهات لكل دول العالم أجمع وليس للعراق فقط ، بضرورة أن يكون لهذا المجلس فرع في كل دولة من العالم حتى يتم الأعتراف بشهادة الطب عندهم ، وأضاف قائلا، بأن فرع هذا المجلس موجود بالعراق منذ عام 2007!!! ، ويضم نخبة من العلماء والمفكرين على حد قوله)) الى هنا أنتهى ما ذكره السيد نقيب الأطباء 0 والمعروف عن كليات الطب في العراق أنها تلتزم وتعمل وفق المعايير والضوابط العلمية المعمول بها عالميا0 ودليل آخر يكشف ويثبت كذب ما يروج في بعض وسائل الأعلام والفضائيات ومواقع التواصل الأجتماعي بخصوص عدم الأعتراف بشهادة كلية الطب في العراق من خلال ما أعلنته جامعة بابل عن قيامها (( بمنح أكثر من 100 طالبة وطالب من العرب والأجانب ،، من سوريا وفلسطين واليمن وأيران والجزائر،، ممن تقدموا لأكمال الدراسة العليا في جامعة بابل في مجالات الطب والتمريض والهندسة ضمن المنحة الجامعية التي قدمتها الجامعة بمعدل 299 مقعدا قسمت بين الدراسة الأولية والعليا والدبلوم ، وقد وفرت الجامعة كل متطلبات الدراسة والسكن للطلاب بهدف رفع مكانتها في التصنيفات العالمية0وقال (ليث العنزي) مدير البعثات والعلاقات في جامعة بابل أن المقاعد المخصصة هي 172 للبكالوريوس 75 للماجستير 46 للدكتوراه و6 مقاعد للدبلوم العالي ، وقد وضعت الجامعة ضوابط وشروط عن كيفية معادلة الشهادة للمتقدمين وتوافقها مع متطلبات وزارة التعليم العالي كشرط أساسي للقبول 0 وقال (أمين الياسري) عميد كلية التمريض في جامعة بابل أن على المتقدم التمتع بشهادة معادلة للضوابط التي وضعتها وزارة التعليم العراقية ، ثم يحول الطالب أوراقه وملفه الى لجنة المقاصة العلمية لأخذ النظر في موضوعات المنهاج في الدولة التي درس فيها 0 وقالت الطالبة (خلود هاشم) طالبة دكتوراه من سورية ، أن الكفاءة العلمية في جامعة بابل ممتازة وهي داخلة ضمن التصنيف العالمي !! ، وأضافة الى ذلك فأن كلية الطب بجامعة بابل أصبحت أول كلية طب في العراق تدخل ضمن قاعدة بيانات ،،سكوباس،، لنشر بحوث الطلبة بأجور رمزية بالدينار العراقي ما تعادل 300 دولار بدلا من 2000 دولار كان يدفعها الطالب لمجلات غير عراقية 0 وأكملت جامعة بابل دراسة أكثر من 60 ملفا لطلبة عرب وأجانب تم قبولهم في الدراسات العليا بعد تطابق شروط القبول والمفاضلة كافة 0 أن وجود طلبة وافدين وآخرين مبتعثين دليل على المستوى الرصين للجامعة ومستواها العلمي)) 0 الى هنا أنتهى هذا الخبر عن جامعة بابل وعن مستواها العلمي والرصين والمعترف به عالميا!!0 فبعد كل هذا ، هل يعقل أن شهادة كلية الطب في العراق أو الشهادة العراقية غير معترف بها ، ومن قال ذلك؟ ، ولمصلحة من تبث مثل هذه الأخبار المغرضة والأشاعات والأكاذيب!؟ أخيرا نقول : سيبقى العراق منارة العلم والمعرفة ، رغم أنف وكيد الفاسدين والظلمة ، ويبقى العراق جمجمة العرب ، فالعراق هو طائر العنقاء أسما وروحا وتاريخا فالعراق هو تاريخ هذه الخليقة ، وقصة المجد الذي لا تنتهي عبر الأزمان والعصور ، نعم قد يمرض ويتعب ولكنه لا يموت لأنه قدر الله على هذه الأرض! فدائما ما ينهض من تحت الرماد ليتوهج ويتألق من جديد رغم كيد الكائدين ، وتبقى رايته خفاقة ، ليعود وليغني للمجد وللعلم والخير أنه أرض النماء والخير وعرق الكرة الأرضية التي حباها الله بكل خيرات الدنيا ، فالعراق قادم بأذن الله رغم أنف الفاسدين والطغاة والظلمة وأن طال الزمن 0 اللهم أحفظ العراق وشعبه ورد عنه كيد الكائدين من أعداء الداخل والخارج0