2 نوفمبر، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

من ذكريات الماضي القريب

من ذكريات الماضي القريب

في أواخر تسعينيات القرن الماضي عاد صديق حميم وألمعي إلى أرض الوطن بعد رحلة ثقافية موفقة إلى بيروت دامت أكثر من شهرين ، وسررت بخبر عودته ، وكنت من المسارعين إلى زيارته وتهنئته بسلامة العودة وما حقق من نجاحات وإصدارات جديدة ، وكان استقباله لي حافلا كالعادة ، وأصر على بقائي نهار ذلك اليوم في ضيافته ، ونحن في حديث ماتع عن عالم الكتب والمؤلفين وشؤونهما ..
واغتنمت فرصة انصراف المهنئين الآخرين واقتصار المجلس علينا فقط ، فسألته لشدة ثقتي به ومعرفتي بكرهه للنظام السابق عن أخبار المعارضة العراقية في الخارج ، وما سمعه عنها ، وهل من أمل في قدرتها على تحرير العراق – كما تدعي – من نظام صدام الديكتاتوري ؟
فأجابني على الفور :
– عن أي معارضة تسأل ؟! إنهم يتاجرون بنا ؟!!
صدمني جوابه الذي لم أكن أتوقعه !! وأثار استنكاري !! ولكني تجنبت البوح والاستفسار أو مواصلة الحديث والخوض في تفاصيله ، ولذت بالصمت ، احتراما للصداقة وحفاوة الاستقبال والضيافة وللسن إذ كان يكبرني ببضع سنين ؛ وعللت الأمر بأن لصاحبي ربما موقف خاص مسبق أو اختلاف وعداء شخصي مع بعض رموز المعارضة !! وطويت صفحة السؤال والهواجس والأفكار التي وردت في خاطري حينذاك مع بقاء استنكاري الشديد للجواب إلى ما قبل سنين قليلة ، وأنا أبصر الحال المزرية التي بلغها العراق بفضل أولئك المعارضين التجار الذين سيطروا على الحكم مباشرة بعد سقوط النظام فأوصلوه إلى الدرك الأسفل من الحياة التعيسة والخراب !! فاستذكرت جواب صاحبي ، واعتذرت لنفسي عن جهلي وسوء ظني به ، وفاتني أنه كان يفوقني خبرة وعمقا في الحياة وخفاياها ..
اليوم أقدم اعتذاري تحريريا إلى صديقي الذي صدقني الجواب (لا يرغب بذكر اسمه) ، وأسجل إعجابي بسبقه للآخرين بمعرفة الحقيقة وتصريحه بها ، وفيها استشراف لما آلت إليه الحال !!
واليوم أيضا مع استذكاري لهذا الموقف الشاخص وجواب صديقي الألمعي تحضرني مقالة شهيرة للخبير والصحفي والسياسي المصري الراحل محمد حسنين هيكل وصف فيها حال العراق المزري للأسف الشديد وما بلغه من تدهور بسبب سوء سياسييه إذ قال (( العراق عبارة عن بنك استولى عليه مجموعة لصوص ليس لهم علاقة لا بالسياسة ولا بالحكم ولا بإدارة الدولة ))!! وصدق هيكل فيما قال كما صدق صاحبي من قبل ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات