26 نوفمبر، 2024 7:56 م
Search
Close this search box.

من الظلم الى الظلام من الظلم الى الظلام

من الظلم الى الظلام من الظلم الى الظلام

منذ نعومة أظفارنا نحن العراقيين على اختلاف توجهاتنا وأفكارنا يُقيد صدورنا حلم مشترك واحد، ألا وهو العيش بكرامة ترتقي الى مراتب الكرامة الانسانية العليا، فما أكثر من يعيش للآن على أطلال هذا الحلم. لقد ولدنا ونحن نشعر بأن كرامتنا تهان وتهدر كل يوم بل في كل لحظة، ولا مغيث مما نحن فيه من الظلم الذي لم ينهمر على رؤوس باقي البشر كأنهماره على رؤوس العراقيين. فلطالما حملنا حقيبة احلامنا في قلوبنا وعقولنا ولم نأن لثقلها وهي تخالج صدورنا ونفوسنا، لقد كانت حقيبة الاحلام تلك هي جرعة الأفيون التي تُنسينا مرارة العيش وبشاعة صور الظلم التي ترتسم على عيوننا كل يوم، وأخبار الرعب تطرق أسماعنا كل لحظة، كنا نخشى حتى من رنة جرس الباب أو رنة الهاتف، نخشى الأبناء قبل الأصدقاء ونخشى الأصدقاء قبل الغرباء. دولاب دموي لم يتوقف عن الدوران مطلقا لجمهورية اسمها جمهورية الخوف والرعب. لقد تلخصت حقيقة احلامنا في رؤية وطن متمدن جميل له مشروعاته التي تجعل من الانسان محورا للحياة الحرة الكريمة، وان يكون مصدر اشعاع ثقافي وحضاري في المجتمع. لقد كنا وما زلنا للأسف برغم التغيير الذي حصل عام 2003 نحلم بأن الخلاص لا يمكن بلوغه إلا ببناء عراق مدني حقيقي، لا بعراق مجهول الهوية يعيش في دوامة من التناقضات. كنا نحلم بأن من يمارس الديمقراطية الجديدة في عراق اليوم يجب أن يحمل فكرا حداثويا ًمتنوراً منفتحا على كل الناس ، قد سيطر حب العراق وشعبه على قلبه فأستهواء لدرجة العشق ، كل همه هو إسعاد هذا الشعب المسكين وخدمة البلاد والعباد. كنا نحلم برجالات دولة من الطراز الاول شكلا ومضمونا لقيادة سفينة العراق التي لطمتها كل صنوف الأمواج العاتية ولا تزال تنتظر رباناً محنكاً يقودها الى شواطىء الآمان. كنا نُمني النفس بقيادات وطنية غير خاضعة لأجندات خارجية ولاتحمل غير الهوية العراقية. حلمُنا بأحزاب سياسية حقيقية تحمل في برامجها السياسية هموم المواطن العراقي قولا وفعلا لا شعارات فارغة لا قيمة لها إلا عند أصحاب

المطابع في كل دورة انتخابية للضحك فيها على البُسطاء والسذج من عامة الناس وما أكثرهم وبكل أسف. كنا نطمح بأحزاب ليبرالية وعلمانية تستنهض العقول والطاقات وتحفزها لأجل البناء، لا أحزاب طائفية تمثل هذه الطائفة أو تلك تستجدي عواطف البسطاء من الناس. نعم طالما حلمُنا برجال وأحزاب تفكر بمنظور عراقي خالص وبرؤية عراقية نقية ، لا برؤى وعيون أجنبية مرة تركية واخرى سعودية واخرى ايرانية وأميركية وقطرية … و… و… الخ. كنا نحلم بزعيم وطني يكون بمثابة رب الأسرة العراقية الكبيرة الذي لا يفرق بين أبنائه صغيرهم وكبيرهم أبيضهم وأسودهم. كنا نحلم بقادة لهم القدرة على اعادة بناء الوطن، وترسيخ الامن والاستقرار وتطبيق القانون والبحث عن الكفاءات المستقلة التي تقع على عاتقها مهمة التخطيط والبناء والاعمار لوطن خربته الحروب والسياسات الطائشة لجمهورية الرعب وعلى مدى اربعون عاماً. كنا نحلم بأن لا يأتي من يبحث في تراب الوطن الذي شهد كل مآسي هذا الشعب لتطفح فوقه رائحة العفن الاجتماعي التي لوثت أنوفنا لعشرة أعوام مضت وما زالت. فيا أشباه الساسة.. اعلموا إنكم قتلتم العراق الجديد الذي حلمنا به، فإن كانت جمهورية الرعب قد سرقت سنين عمرنا وشبابنا، فإنكم قد سرقتم ما هو أثمن وأغلى….. إنها الاحلام والامنيات … أنها احلامنا وآمانينا ايها الأبالسة.. نعم انها الاحلام التي هي أغلى منكم ومن تاريخكم المزيف.. فأحلامنا مقدسة لانها مرتبطة بتراب هذا الوطن الذي شهد آهاتنا وحسراتنا ودموعنا أنه مجرد غيض من فيض عهد الظلام الذي نعيشه اليوم.. فسحقاً لثورات التغيير التي تنقل الشعوب من عهد الظلم الى عهد الظلام.

أحدث المقالات