23 ديسمبر، 2024 11:44 ص

من الذي أعطى الولاية العامة للسيد محمد الصدر؟

من الذي أعطى الولاية العامة للسيد محمد الصدر؟

هناك الكثير من الشبهات التي أثيرت ضد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) وكان الأعم الأغلب منها تندرج تحت عنوان شبهة الجاهل أذكر واحدة منها بعد التوكل على الله تعالى ….
من المعلوم ان السيد محمد الصدر (قدس) قد أصدر أمراً بالولاية بوجوب اقامة صلاة الجمعة فبدأ المعاندون بإثارة شبهة ان السيد محمد الصدر (قدس) من أين له الولاية؟
وهذه الشبهة هي مصداق واضح لشبهة الجاهل والسر في ذلك انه يستطيع ان يجيب عليها أي واحد من فضلاء الحوزة أو طلابها على حد سواء, بما فيهم أولئك الذين لا يؤيدون السيد محمد الصدر (قدس)!!!! لأن الولاية العامة عند الشيعة أيدهم الله هي (منصب شرعي) للفرد الذي بلغ رتبة الإجتهاد صحيح انها ليست محل اجماع الفقهاء إلا ان من يفتي بثبوت الولاية العامة يشترط ان يكون صاحب هذا المنصب مجتهدا..
فالفرد الذي يتسائل من أين حصل السيد محمد الصدرعلى الولاية؟ فهذا السؤال يصلح ان يكون طرفة مضحكة…..
ومع ذلك فإن السيد محمد الصدر (قدس) طرح هذه الشبهة وأجاب عليها في الجمعة الاولى حيث قال ما نصه:
(الامر بالولاية, أول شيء أناقشه بحسب القاعدة العامة, سؤال مطروح يطرحه الفلانيون: من أعطاه الولاية العامة؟ هو اعطاها لنفسه ام غيره أعطاها له؟ أنتم ماذا تقولون؟ أنا اقول أننا عبيد الدليل, لأننا عبيد الله, وعبيد نبي الله, وأمير المؤمنين والدليل يدل على الولاية العامة إذن المعطي هو الله ورسوله والمعصومون وليس غيرهم كل مجتهد يتوصل الى الولاية العامة بحسب الدليل معذور حتى لو كان مخطئا فهو معذور, فضلا عن ما اذا كان مصيبا, ومقتضى الاحتياط لا أقل اذا كان غير مقلد له أن يطيعه, هل أمر بسوء؟ هل أمر بكفر؟ هل أمر بنفاق؟ إنما أمر بما يصلح أمر الناس أو فيه فائدة للمجتمع وللمذهب وللدين فلماذا التأبي عن صلاة الجمعة؟….. الخ) انتهى.
يا له من جواب رائع وعظيم ولم يمنعه عن الجواب تفاهة السؤال والاشكال..
ولمزيد من الفائدة فقد ذكر السيد محمد الصدر (قدس) في منهج الصالحين الجزء الخامس كتاب القضاء الفصل الاول في حقيقة القضاء ما نصه:
((واعلم ان المجتهد من علمائنا له ثلاث مناصب شرعية: الفتوى والقضاء والولاية)) انتهى.
والمحصلة ان الشارع المقدس جعل هذه المناصب الثلاثة للفرد الذي بلغ رتبة الاجتهاد مع إجتماع الشرائط الاخرى كالإسلام والايمان والعدالة والحياة وطهارة المولد…الخ..
فالمعطي للولاية العامة هو الله عن طريق نبيه (ص) وائمته المعصومين (ع)….
إن جواب الشهيد محمد الصدر(قدس) عن هذه الشبهة فيه عبرة ودرس عظيم في التحلي بالصبر والحلم والتواضع وسعة الصدر وهكذا ينبغي أن نكون أمام الجاهل وغيره فسلام على شهيد الجمعة الولي الطاهر الصدر الناطق بالحق ورحمة الله وبركاته…