المبادىء…..
كالسنديانة كلما تفرعت جذورها في الأعماق كلما ازداد العقل نضجا وثراءا فكريا وثوريا فهي تقهر المصاعب لأنها منبع العقل الثوري فمن يملك هذا النبع الفكري فمن الصعب قهره وان كان في خضم المأساة.
2
نعم أو لا …..
من ناحية المظهر الخارجي صممت هاتان الكلمتان بشكل هندسي مختصر وهذا يفسر المنطق الحقيقي لما يسمى المظهر الخارجي فهو ليس اداة للتحليل بل وسيلة للتعريف بالشكل لكن من الجانب الفكري والفلسفي اي المضمون تعتبر هاتان الكلمتان ذات وزن وقيمة للرأي والرأي الاخر فمن خلالهما يمكن الحصول على النصاب القانوني لأي قضية كانت بسيطة او معقدة اذن هنا يطغى مفهوم المضمون على الشكل اي الكل على الجزء وهذه الحيثية تعبر عن ارادة وتوجهات وطموحات امم الأرض في حال برزت بمضمونها فهي تتجه وتتخذ منحى تأريخي لكن يطل مشهد اخر على هذا الطرح الا وهو اتخاذ القرار هنا يصعب تحديد الصواب والخطأ فالعملية تخضع للتحليل والتفسير .
نعم او لا ….. لا او نعم
او نعم لكليهما او لا لكليهما ( هذا بعد فكري فلسفي اخر )
انه جدال شائك ومعقد بين جبلين متلاصقين خاليان من معبر للوصول الى نقطة الهدف ….. الى القرار
3
الشك والحجة …..
ما ان يغوص المثقف في دروب ومسالك الفكر والفلسفة حتى يظهر مفهوم الشك هنا تولد لما وكيف ومتى واين ولماذا اذن من هذا المنطلق لا فائدة من السباق في هذا المضمار رغم ادمان المثقف على الدخول اليه ورغم تسلحه بالفكر والفلسفة من مصادر سابقة لكن ما ان تزول الحجة يبدأ الشك وما ان يبدأ الشك تزول الحجة انه صراع ازلي الضحية فيه هو العقل …..
لكن من ناحية اخرى العقل هو ذاته من يوقد شرارة الصراع بين الشك والحجة .
4
منطق الطبلة والربابة …..
يقول امبراطور الشعر العربي نزار قباني في قصيدته هوامش على دفتر النكسة ……
إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة
لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة
الخلاصة …..
كل كلمة في القصيدة هي بمثابة شاهد حي على ما يحصل وما يدور من احداث مخجلة ومزرية في العالم خلف الكواليس من جهة وامام عدسات الكاميرا التي تنقل الحدث بتفاصيله الدقيقة من جهة اخرى حيث ان الفوضى التي تعيشها البشرية اليوم تنقل فكر وفلسفة هذا المنطق الذي اصبح سائدا من اقصى الارض الى الاقصى الاخر حروب وكوراث واوبئة ومصاعب وشدائد لا حصر لها كل هذا يفسر حقيقة الواقع المتعفن الذي تعيشه الحضارة فمنطق الطبلة والربابة نسف كل شيء يتعلق بتقدم ونهضة وازدهار الامم والشعوب فلا يمكن مقارنة هذا العرف السائد بمنطق العقل والفكر والفلسفة لأن صوت الطبلة والربابة اعلى ولأن قاعدتها الجماهيرية اكبر ولأن مبدأ القوة بمفهومها العبثي يقف في صفها اذن من الصعب ان يقف امامه اي منطق اخر وان حصل هذا فالعملية قد تستغرق وقتا طويلا من العمل الدؤوب والنضال والكفاح من اجل كشف الحقائق لمليارات البشر لكي تزيل هذه العقدة الخبيثة من الادمغة لكن يبقى الأمل حاضرا فربما ينتهي هذا المنطق لكن متى وكيف تبقى هذه احدى اكبر المعادلات التي لا حل لها فهي تتخطى الشك والحجة .
5
عرس اللقالق …..
تسارع الاحداث التي يمر بها العالم يوميا ونقلها بصورة كثيفة على شاشات التلفزة صنع فجوة هائلة مليئة بالتساؤلات في عقل الفرد فليس هنالك نطاق محدد لما يحدث ولما ينقل في بث حي ومباشر حيث لا حدود فلقد تلاشت واصبح من المستحيل السيطرة على الخبر والحدث والمشهد .
لذا فالمصطلح الاكثر صلاحية لهذا التسارع وهذه الكثافة في رصد الامور والقضايا هو عرس اللقالق …..
فاللقالق حينما تجتمع في مكان ما تتخطى اعدادها الالاف وبالتالي فأن كل لقلق يبرز موهبته في اللقلقة وبما ان لا وسيلة لها سوى الصراخ والصوت العالي اذن نحن امام جمع غفير من الاصوات والصرخات لكل واحدة منها سلم موسيقي وطريقة معينة للتعبير عن الحالة التي يعيشها …..
الخلاصة …..
الاف المحطات الفضائية وملايين المواقع الاخبارية ومئات الوسائل الخاصة بالتواصل الاجتماعي تجتاح العالم اضافة الى كم هائل يصدر من الورق يستهلك يوميا على شكل صحف وجرائد ومجلات وكتب كل هذه الاشياء تقف في طوابير لا بداية ولا نهاية لها امام العقل فهنالك اشتباك واضح في الرؤى وتضارب في الاراء واختلال في موزاين الحقائق فكل وسيلة تنقل الخبر وفق سياق محدد وكل حدث له تفسير وتحليل وفق ما تقتضيه الحاجة اذن البشرية تقف في منتصف هذا العرس العالمي الذي لا يخلو من الدم والاضطهاد والقوة بالمقابل لا يخلو من الغرائب والعجائب الذي تستمد بريقها من حكايا وقضايا مليارات البشر …..
عرس اللقالق ما هو الا صناعة للوهم والخيال ولد من رحم التقدم والتطور كي يمهد الطريق لأنهيار الحضارة .