22 ديسمبر، 2024 10:59 م

منصور اسبانيا و منصور بغداد ،،،لفرق بين الثقافات

منصور اسبانيا و منصور بغداد ،،،لفرق بين الثقافات

احتفلت اسبانيا الدولة المسيحية العلمانية قبل فترة بوفاة قائد اسلامي اسمه “المنصور” الحاجب ، وهو اكثر من هزمهم واهان كبرياءهم في مايقرب من 30 معركة ، وهو الذي له بعد موته حادثة مع اشهر قادتهم الفونسو فقد جلس الأخير على قبر المنصور هذا وهو شامت فقال له مساعده : والله لو تنفس صاحب هذا القبر لهربنا.
هؤلاء احتفلوا به لعظمته وشجاعته وهو عدوهم ولكنه مات على ارضهم وبنى و ساهم في حضارتهم القائمة اليوم فقد كان اميرا للاندلس لسنوات ومستشارا للخلافة الاموية في دمشق، ونصبوا له بهذه المناسبة تمثالا و اصدروا باسمه طابعا بريديا تكريما لوفاته رغم انه قاتلهم 25 سنة قضى فيها على معظم قادتهم و أسر البعض ،وكان موته في الطريق الى آخر معركة ضدهم!
واللقطة الاخرى من بغداد العربية حاضرة العرب والاسلام وعاصمة الدنيا في عهد المنصور والرشيد ، يريد حكامها اليوم وشعبها ان يرفعوا تمثال “المنصور” الآخر ،، أبو جعفر ويهدموه وينكلوا به رمزيا لانه حبس ابن عمه الامام موسى الكاظم قبل الف سنة ، وما همهم ان كان هو من اسس اعظم المدن في عصرها ولقرون وهم يعيشون فيها ومن فضله وحنكته، وما همهم انه رفع شان العرب والمسلمين لقرون بامبراطورية دانت لها الدنيا ، ولولاه و امثاله لما كان احد يقيم لهم وزنا ولايعرفهم ولايعدهم مع الآدميين.
الاوربيون يكرمون ذكرى حاكم عربي مسلم وهو عدوهم واختلف مع اسلافهم جميعا وقتلهم ويقيمون له تمثالا، والمسلمون العرب يهينون ذكرى حاكم عربي مسلم وهو منهم ، بحجة انه اختلف مع ابن عمه ، ويريدون ان يزيلوا تمثاله من قلب مدينته ، متناسين كل محاسنه ، وكأنهم اقرب الى ابن عمه منه،، تلك عقلية لاتبني دولا.