23 ديسمبر، 2024 12:26 ص

مناجاة الوطن الكبير في الزمن العسير…!!

مناجاة الوطن الكبير في الزمن العسير…!!

مقطعٌ من قصيدةٍ لي أصف فيه رحلاتي في أرجاء الوطن العربي ، علماً أنني درّست في عدّة أقطار عربية مشارقية ومغاربية من ( 1970 حتى 1995م) ، من البحر الكامل :

يا موطني ناجيتُ أرضكَ أذرعـاً **** عرّجتُ فيكَ مشارقاً ومغاربا

من (بصرةِ الحسنِ) التي غازلتُها ***حتّى (رباطِ الفتحِ) عشـتُكَ جائبا

طوراً على (الأوراس) أنفحُ طيبَهُ ** أو فوقَ ( قاسيونَ) أمسي شاربا

لي في زوايا (القيروانِ) تفسّحٌ *** غرّبتـُها فـــي ( برقـــةٍ ) متقاربا

صوبَ (الكنانةِ) إذ ْ يطـلُّ نسيمُها *** كالطلِّ في ليـل ٍضربـتُ مُضارِبا

وإذا رُبى (لبنانَ) قضقضَ أضلعي *** فيثيرني لفحُ (الجزيرةِ) غاضبا

وطنٌ ولي في كلِّ قطـر ٍفلـذة ٌ ***** مـــــنْ فكرتي ربـّيتها متنـاسبـا

منْ ذا يضاهينا بحبٍّ قــدْ رســـا *** منذ ُ الطفــولةِ كــان فرضـاً واجبا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا مطلع القصيدة وأبيات منها :

أشددْ بأزركَ كي تكونَ الغالبا *** لا يسمعُ الدّهرُ الأصمّ ُمعاتبا
مَنْ ذا سيفخرُ في الدنى متفرقاً *** لا بـــاركَ اللهُ التـّقرقَ سائبا
كالأ ُسْدِ اقحمْ حازماً،لاتنثني ***إنْ رمتَ أنْ تجدَ السّموَّ مُصاحبا
لا يستقيمُ مع الزّمان ِتردّدٌ **** فالصبرُ حجَــة ُمنْ تعوّدَ خائبا
هـــــذا العراقُ بأرضِهِ وبشعبهِ *** وبرافديهِ ،إذا ْ توهّـــجَ لاهبا
كمْ مـــــــرّتِ الأيّامُ تثقلُ جُهدَها*** لــتعودَ تلكَ الشامخاتُ خرائبا
والحـــائراتُ الهائماتُ فريسةً ً ***لمنْ ارتدى ثوبَ الرزايا راهبا
وطني تشقـّقَ أفقـُـهُ بأصابع ٍ *** قد زجـّها حقــــــدٌ لتغدو ثعالبا
صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّ العلا ** لولاهُ ما عرفَ الشموخُ تعاقبا
هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السمـــا *** ليشيرَ نحوّ اللهِ وجداً ذائبـا
وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتـــهِ *** خيراً يجودُ سنابلاً وأطايبا
منْ لامني في حبّــهِ متجنـياً *** قــدْ زدتـُهُ حبّــاً ودمعـاً ساكبا
اللهُ أكبرُ أنـــــتَ أولُ منْ أبــى *** ظلمَ العبـــــادِ ولا تفاخرُ عاتِبا
فالعدلُ والإنسانُ مطلــعُ فكرنا **** واللهُ يبقى للنفــوس ِمُحـاسبا