22 ديسمبر، 2024 6:32 م

ممنوع دخول العرب والكلاب !!

ممنوع دخول العرب والكلاب !!

أنْ كاتب صحفي مثل توفيق عكاشة الذي ينبري علينا من عبر الفضاء ليتهم العراقيين بالحيونة, وأنهم حمير ناطقة, وبغال بشرية بسبب ما يمارسوه من فعل حيواني تحت عناوين الطائفية والحرب الأهلية, وجرم قاتل بحق أهلهم وعمومتهم, .. نحن لا نلوم عكاشة على كلامه, .. لأن بالفعل قتل الانسان هو ممارسة حيوانية بشعة, ومنافية للأخلاق, لكن فقط نلومه لأنه لم ينصف ذاته, .. ولم يتكلم عن الحمير في سوريا ومصر وتونس واليمن, .. أو ربما عبر عن ذلك بحسن نيه, أو خانه التعبير اللفظي, فكل الاحتمالات واردة, لكن المهم ألا يكون حديثه مرّتبط بأيديولوجيا خاصة متساوقاً مع طروحات الغرب الاستعماري إزاءنا نحن فصيلة العرب.
  لأن الغرب ينابزنا, يصوب أسلحته الدعائية ضدنا وهي مشحونة بالحقد والكراهية .. بالدس والتلفيق, قبل أنْ تكون محشوة بالبارود والمفرقعات, .. فلماذا نُخاصم, ونهاجم, ونندد بالغرب حينما يصارحنا بحقيقتنا, بهمجيتنا, بانحطاطنا وتردينا, حين يقول رئيس حزب شاس الديني الصهيوني (أوفاديا يوسف): بأن العرب أسوا من الحيوانات المتوحشة,  وتصرح امرأة غربية إن ابيها قال لها ذات مرة: إنْ العرب أسوا من الفئران!
 وتنفر غضباً, ويثأر الدم في وجوهنْا المشؤومة حينما نسمع إنْ هناك أحد المطاعم الألمانية في برلين قطعة دلالة عريضة على رتاجها مكتوب فيها: (ممنوع دخول العرب والكلاب)!!
   لماذا نتطفر ونشظ غضباً, ويثأر الدم في وجوهنا, وتهتز فرائصنا, شواربنا, حين يعترف الغرب بحقيقتنا, ويصارحنا بحيونتنا, ونحن نمارس افعال وممارسات ابشع مما تفعله الحيوانات بنظيرتها, أو حتى بما تفعله بعدوها اللدود (الإنسان), نقتل بعضنا البعض, تحت عناوين الرب وقوانين السماء, وباسم الالهة نمارس بشاعتنا, نوغل في قتل ذاتنا, في نحر ذوينا, في فض بكارات محرمٌ علينا مسها, .. ولا نَنْتفض أو نثأر على شنعتنا, على همجيتنا, .. والانحلال الاخلاقي والتنصل من القيم وصل لمستوى الجريمة المنظمة باسم الرب والمقدس, والضمير في غيبوبة طويلة.
  وكل يوم يسقط العشرات, .. بل المئات من القتلى والضحايا في هولوكوست مُحرم, .. وبعددهم يُعدم أخرون, .. وأخرون بنفس النسبة يُغيبهم القدر لا هم للأرض ولا هم للسماء, مجهولين, كالغرباء (!), .. في حين إنْ الدراسات الميدانية والتحليلات والاحصائيات الاستقرائية تُشير إضافة لتلك النسب, هو إنْ في كل خمس ساعات يُقتل خطيب, أو يُغيب صوت مؤذن في دولة العمائم (!), .. وتنتهك حرمة امرأة كل ساعتين, ويعتدي على شخص كل دقيقة, هذا يعني وفق تلك الدراسة والاحصائية وعلاوة على تقييمها الميداني, أنْنا نعيش ربيعاً عربياً من القتل والدم والهتك للمحرمات, وارتكاب عشرات الجرائم بحق الإنسانية في وطننا العربي, والشرطة المحلية لا تمارس أية مهنة .. سوى إحصاء اعداد القتلى وجمع جُثث واسمال الضحايا في أكياس قمامة!!
***
  شخصياً, ومبدئياً, أحْمدُ الله الذي خلقني عربي مُعاق عن تأدية حمل السلاح, حتى لا أتلوث بقتل أهلي, وابناء عمومتي, وجلدتي العرب الأقحاح, .. حتى لا أكون حيواناً عربياً باسم المقدس أمارس ابشع صر الحيونة, وأُضاف إلى سجل حديقة الحيوانات العرب, في كل العواصم والمدن (!), أقتل من أقتل, أفض بكارات من أفض, .. فالعربي هنا ساموراي تنقصنه الرجولة !!
***
 لقد فضل الغرب الكلاب على العرب, لمعتقدات مشبوهة, وتصورات مدسوسة, وافتراءات زائفة وملفقة, لكن تبقى حقيقة واحدة هي أنْ الفرق الوحيد بين الحيوانات والبشر, هو إنْ الحيوانات تستطيع التفكير ولا تستطيع الكلام, .. أما البشر (العَرَب تحديداً) فهم يستطيعون الكلام ولا يجيدون التكفير, والدليل سوداوية العالم, وضحالة القيم!!