17 نوفمبر، 2024 4:31 م
Search
Close this search box.

مكنسة الوعي!!

الوعي يتخلق ويترشح في الأدمغة بمستويات متنوعة , وبموجب التقنيات السلوكية وقوانين تطويع الأدمغة لغايات مرسومة , وبرمجتها للوصول إلى أهداف معلومة , فالوعي القائم فيها يُكنس ويُباد , ويحل مكانه ما يتوافق وإرادة القوة الفاعلة المُستعبدة له , وهذا يُسمى بغسيل الدماغ.
وكنس الوعي يكون يسيراً عندما تتعاون وسائل الإعلام والرموز التي تأدينت وإستثمرت بالغيبيات , وإمتلكت مهارات الخداع بالمجهول والتجهيل.
وتلعب المتاجرة بالدين دورها في إزاحة العثرات المعرفية والمصدات الدماغية , المعوقة لتيارها المتدفق بالأصاليل والمزدحم بأمواج الدجل والبهتان.
وعندما يُحصر البشر في ميادين السمع والطاعة , ويتخنع ويتبع , ويتحرر من سلطة عقله , ويتحول إلى دمية تحركها أطماع الفاعلين بها , تتحقق المأساة ويبدأ مشوار الثبور والإندثار والإنتكاس والإنكسار.
ويلعب الإعلام دوره الخطير , فهو مكنسة دعائية ذات قدرات فتاكة وكاسحة , وحالما يتخذ من الدين سلعة في مسيرته الترويجية للمطلوب من الغايات والمرامي السيئات , فأن الواقع سيندفع بتعجيل فائق نحو التدهور والإنسحاق المبيد.
والعجيب أن أدعياء الدين يرقصون على أنغام المكنسة , ويتفاخرون بأنهم يكنسون ويكنزون , وتلك مصيبة ما بعدها مصيبة لدين بأهلة المنافقين , فالدين يقتل الدين , والدين يقهر أهل الدين بإسم الدين.
ويبدو أن اللعبة ستتواصل وستعززها قدرات القوى الطامعة بالمنطقة ولن تتنازل عنها , وما تطرحه من مساحيق تجميل ذات الماركة التجارية المسماة حرية وديمقراطية وحقوق إنسان , محض خداعات لتمرير الأجندات , فالكراسي المؤدينة بأنواعها على إتفاق مع أعداء أوطانها ودينها ولا فرق بينها.
تلك حقائق مريرة وتفاعلات عسيرة , بحاجة لعناصر مؤهلة ذات قدرات خيانية عالية , وضمائرها ميتة ونفوسها الأمارة بالسوء متحررة , ومنفلت ما عندها من الرغبات والنوازع والتوجهات .
فلا تلومن مفترسا أعدّ له خونة البلاد والعباد الموائد الشهية , وفرشوا له سجادة حمراء وقبلوا يديه وقدميه , وتوّجوه عليهم ملكا مستبدا مطاعا وفوق كل شيئ!!
فكيف ستحضر إرادة نكون؟

أحدث المقالات