23 نوفمبر، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

مفهوم النصر .. ومفهوم الهزيمة !!!

مفهوم النصر .. ومفهوم الهزيمة !!!

إن أكثر الناس لا يعلمون حقيقة .. ومعنى .. ومضمون هذين المصطلحين !!!
إن أكثر الناس ينظرون إليهما من الجانب المادي فحسب .. ولا يولون الجانب الفكري .. أو العقائدي .. أو الروحي أي اهتمام .. لأنهم محرومون من الصلة الربانية .. وقلوبهم خاوية من العقيدة الإيمانية .. وإن كانوا يحملون أسماءً دينية .. موسى .. أو عيسى .. أو محمد !!!

إنهم يظنون .. ويعتبرون على الإطلاق .. أن كل من يكسب الحرب .. فهو المنتصر ..!!!

وهذا تدليس .. وخلط .. وضلال .. وخطأ مشين لا يتماشى .. ولا ينسجم مع مفهوم الظلم .. والمظلوم !!!

ولا ينطبق على واقع الحياة البشرية .. التي تتجاذبها دائماً قوتان .. ويتصارع فيها مبدآن هما : الحق .. والباطل !!!

قد يكون المفهوم السابق ، صحيحاً فقط .. حينما تتصارع قوتان باغيتان .. ظالمتان مثلما حصل في الحرب العالمية الثانية .. حينما كسبت أمريكا وحلفاؤها الحرب .. على هتلر وحلفائه !!!

فيمكن أن نقول أن : أمريكا وحلفاءها قد انتصروا !!!

أما حينما تتصارع قوتان ظالمة ومظلومة .. فإن الأخيرة هي المنتصرة يقيناً .. حتى ولو كانت غير مؤمنة .. ولم تكسب الحرب من الجانب المادي .. لأنها موصولة بالقوة الربانية التي لا يغلبها شيء !!!

كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا .. فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ مسند الإمام أحمد !!!

كما حصل في الحرب الفيتنامية .. فالشعب الفيتنامي هو الذي انتصر على القوة الأمريكية المعتدية .. الباغية بالرغم من الدمار .. والخراب الذي لحق بالبلد .. وبالرغم من الضحايا .. والدماء التي سفكت !!!

وأكثر الناس .. بما فيهم الكتاب الكبار .. وحاملوا الشهادات العالية في علوم الصحافة والإعلام والإجتماع .. ينظرون إلى الهزيمة نظرة مادية .. ترابية ..ويعتبرون المنهزم هو :

من خسر بيته .. أو ماله .. أو متاعه .. أو حياته !!!

وذلك بسبب عبوديتهم لإله المادة .. وحشو أدمغتهم بالأفكار الأرضية !!!

إنهم ساء ما يحكمون .. وساء ما يعتقدون .. ويفكرون !!!

هذه نظرة العبيد .. عبيد الطواغيت .. وعبيد التراب .. وعبيد المال .. وعبيد الشهوات .. فالذي يخسر متاع الدنيا من أرض .. ومال .. وأجساد بشرية .. يصبح في نظرهم الضيق .. المحدود بالأرض .. والمحدود بزمن هذه الحياة الفانية .. التي لا تعدل شيئاً .. ولا جناح بعوضة .. هو المنهزم !!!

وبالمقابل الذي يغنم متاع الدنيا .. هو المنتصر !!!

ولذلك لم يكن مستغرباً من شخص تربى في حضن الأسد الكبير ثم الصغير .. يخدمهما بمنتهى التفاني والإخلاص .. لمدة أربعين حولاً .. وتبوأ عندهما مناصب عالية !!!

أن يصرح .. بعد أن خرج من طوق العبودية ظاهرياً .. لكنه لم يتحرر من مفهوم العبودية .. الذي لايزال مسيطراً على عقله .. وقلبه .. معتبراً أنه :

لا منتصر في هذه الثورة العظيمة .. الفريدة ..والكل فيها خاسر .. ومنهزم .. قائلاً :

إذا انتصر بشار .. فأي نصر هذا الذي سيفتخر به ، بعد أن خرب البلد ، وشتت أهلها !!!

وإذا انتصرت المعارضة .. فأي نصر هذا الذي ستتباهى ، به بعد خراب البلاد .. وهلاك العباد !!!

أما النظرية الربانية .. فإنها تعتبر أن النصر هو :

انتصار العقيدة .. والفكرة .. والقيم الأخلاقية .. والثبات عليها .. والصمود أمام الطاغوت .. حتى ولو تم تمزيق جسد المؤمن تمزيقاً .. وتقطيعه إرباً وأوصالاَ .. وحتى لو رُمي في السجن .. ووضِعت الأغلال في عنقه .. والسلاسل في أطرافه .. فهو المنتصر على جلاده .. وقاتله يقيناَ وبالتأكيد !!!

تصديقاً لوعد الله تعالى :

كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِىٓ ۚ .. إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ المجادلة آية 21

إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا .. وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلْأَشْهَـٰدُ غافر آية 51

والفوز دائماً في الدنيا والآخرة .. هو من نصيب المؤمنين سواء كسبوا المعركة .. أو ماتوا .. أو قُتلوا في المعركة !!!

فالمكاسب المادية .. لا قيمة لها !!!

إنها تافهة .. فانية .. سخيفة .. أمام المكاسب الإيمانية .. والروحية .. القوية .. الباقية .. الخالدة !!!

تصديقاً لكلام الله تعالى :

وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ .. أَوْ مُتُّمْ .. لَمَغْفِرَةٌۭ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ .. خَيْرٌۭ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿١٥٧﴾ آل عمران

فمعيار النصر في النظرية الإيمانية هو :

شموخ المؤمن برأسه .. فلا ينحن لغير الله .. واستعلاؤه على الألم .. وهو يُعذب .. ويُقتل .. واستكباره على جلاديه .. فهو الأعلى من الطاغوت .. وزبانيته !!!

تصديقاً لقول الله تعالى :

وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحْزَنُوا۟ .. وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ .. إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ آل عمران آية 139

وهكذا المؤمن دائماً هو :

في المقام الرفيع .. وفي القمة السامقة .. فوق رؤوس الطواغيت !!!

وهو الحر .. والعزيز .. والكريم .. ولو كان وراء القضبان !!!

كما عبر الشاعر العظيم :

أخي أنت حرٌ وراء السدود .. … أخي أنت حرٌ بتلك القيود

وهكذا ستنتصر الثورة السورية على كل الأحوال .. رغم أنف التحالف الشيعي .. المجوسي .. الصليبي .. ولو أصبحت سورية قاعاً .. صفصفاً .. وأرضاً يباباً .. ولو تيتم أطفالها .. وترملت نساؤها .. وهجرها أهلها !!!

فيكفى أنها قد :

انتصرت الإرادة .. إرادة الحرية .. والعزة .. والكرامة !!!

وتحرر الناس من نير العبودية .. وحطموا قيود الخوف .. ودكوا عروش الطغيان .. وزلزلوا صروح الأوثان .. وكشفوا سوءات الأعداء .. الذين كانوا يسترونها .. بلباس المقاومة .. والممانعة الزائفة .. وأقلقوا راحة الطواغيت !!!

وهذا هو النصر الحقيقي .. الباهر !!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات