إذا نويت َ أن تهرب مِن جسدِك، بماذا ستخبر ملابسكَ الخضلةِ برائحتك؟
كيف تخذل صوتكَ وتتركهُ يتخثر؟ أعلمْ أن الأمكنة َ التي تختزن صوتكَ ستطلقهُ بتوقيتِ منارة الفجر وعندما يخضوضرُ الضحى ولمّا يتصبب عرق الهاجرة.
إذا نويت…. لأي جهة يذهب ظلُك َ المتنسمُ القداح والقرنقل ؟
كأنك نسيتَ أن ذاكرةَ أحذيتك أكثر فتوة ً من ذاكرتك المترجرجة
بزئبقها.
ثم أريد ُ أن تخبرني إلى أين تهرّب ظلك َ في هذا الوقت الصخّاب ؟
أجبني هل تمكنت أقناعهُ بهروبك المفاجئ؟
كلاكما أحتملَ الآخرَ في كل ِ جُملَ الوجودِ الاعتراضية. كن متعاليا كالضجرٍ فهو يخزر الآخرين والأشياء. يُعلّم أصابعه كيف تعضُ الهواء. كن كالضجر لا يمدً يدا ً، أو لساناً. هو لا يرتدي الأقنعة َ ولا يستعمل مجاز اللغة. لا يتوسل أدعية ً ليصعد سلماً لم يره أحدٌ. حين يمر ُ الضجرُ تتدحرج أشياءٌ ومعها: الملوك والكهان والقتلة واللصوص. فهو لا يلقي السلام على أحدٍ ولا يردُ السلام. الضجرُ لا يفنى ولا يتوسخ أو يتقوس. يحبُ القفز العالي ولا تفتر شهيته في ركل ِ الأقفية وتمزيق الكمالات. العقربان في ساعتهِ هما : هنا/ الآن.
لكن الحكيم الذي أزورهُ كلما تحولت مخدتي زورقا، دائما يقول لي
: ربما الضجر عطرٌ عتيقٌ أو مِن سلالة ِ أنوارٍ محبوسة ٍ لا تصدأ.
فهو لا ينام. لا يكدس الينابيع في ساعديهِ ولا يغزل مِن ظله غيمة ً لأحد .