23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

مغامرة مسعود تنفذ بدعم صهيوني خليجي

مغامرة مسعود تنفذ بدعم صهيوني خليجي

لم يكن غريبا اعلان الزمرة الكردستانية بصورة عاجلة مساندتها للدعوة الصهيونية الخليجية المشبوهة بأعلان محافظة كركوك مدينة كردية كردستانية رغم انوف الأهالي ، وان التداعيات الخطيرة التي ستنتج عن مغامرة مسعود بعد الاستفتاء المضحك والمشبوه أولها نزول مئات الالاف من أبناء العشائر الى الشوارع مستنكرين هذه الخطوة التي وصفوها بالانفصالية والتدميرية لنسيج الوحدة الوطنية ولا نستبعد الحرب الأهلية الطاحنة التي سنلقن فيها هذه المجاميع والمرتزقة الشبيهة بمرتزقة داعش ، وحتما سنحرر الشمال العراقي من دنس هؤلاء السفلة المارقين .

لا غرابة ايضا حين تقف وراء هذه الدعوات المشبوهة التي ترتدي ثوب الفدرالية وترفع شعار الاستحقاقات الدستورية عناصر من البعث المقبور تضررت مصالحها واخرين من اذناب القاعدة وطابور خامس وانتهازيون يقبضون الاموال القطرية والسعودية والخليجية ومن دول كبرى واقليمية ويتحدثون بالديمقراطية وينادون بالفدرالية ونعلم جيدا بان هؤلاء جميعا محسوبين على اعداء العملية السياسية ، ولكن الاكثر غرابة والأشد خطرا على مستقبل الدولة العراقية هي عمليات النفاق السياسي المنظم الذي تنفذه قيادات كردية معروفة بتطرفها وحقدها هو زعيم الشيفونية الكردية مسعود البرزاني الذي مازال يعزف سمفونية الانفصال ويحلم بكردستان الكبرى ونهب المناطق العربية التي يسميها بالمناطق المتنازع عليها ظلما وعدوانا .

لم يعد هذا التآمر الكردستاني ولا نقصد به شعب كردستان الذي يرى ان مستقبله مع وحدة العراق بل نقصد القيادات الحزبية المتطرفة التي بدات مشروعها التخريبي منذ عدة عقود وباشرت فيه عندما حصلت على قرار من مجلس الأمن الخاص بمنطقة الحضر الجوي وما زالت تمارس عملية الخداع بأتجاهين الأول انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب والعمل على اضعافها واسقاطها وفقا لنظرية تحطيم الدولة العراقية ليقود الى اقامة دولة كردستان الكبرى على أنقاض العراق الممزق فدراليا .

اما الاتجاه الثاني فهو استثمار المناصب الكردية في الدولة العراقية وخاصة رئاسة الجمهورية ومواقع اخرى في الرئاسات الثلاث ، وانتشار واسع باستغفال الحكومة العراقية واستخدام هذه القنوات لتقوية نفوذ الاكراد والتهيئة للانفصال ودعم الحركات الانفصالية في بعض مدن العراق ، لان مازالت هناك المزيد من المشاريع التمزيقية للعراق تحاك في دهاليز البرزاني ولا يستبعد الطالباني وما بينهما من عناصر عنصرية متطرفة .

لابد للقوى السياسية العراقية المخلصة ان تعي الأبعاد الخطيرة لهذه المؤامرة الهادفة الى تقسيم العراق وانعاش الحرب الاهلية بين عرب العراق وطوائفه ومذاهبه ولذلك لابد في التعجيل بحوار وطني جريء للمكاشفات والمصارحة لأعادة النظر بمواد الدستور ورفع الالغام منها وفي مقدمتها البنود المتعلقة بالفدراليات والاقاليم وصياغة نص جديد يتظمن وحدة العراق واسناد حكومته المركزية الديمقراطية واعادة النظر بالمواد الدستورية التي تتحدث عن المناطق المتنازع عليها وفي مقدمتها المادة 140 الخاصة بمحافظة كركوك ، ويجب ان يرافق هذه الخطوة عمل استراتيجي في كل مناطق العراق لايقاف عمليات الاستكراد التي تمارسها الأحزاب الكردية في المناطق التي تسمى المتنازع عليها ، حيث تمارس هناك عمليات تشابه ما كان يقوم به نظام صدام حسين تحت شعار سياسة التعريب التي تنطوي على القمع والتهجير القسري والابادة الجماعية ، وهذا ما يفعله الآن الأكراد ضد العرب والتركمان والمسيح والأكراد المعارضين لسياستهم فنلاحظ ان هناك مثلا اغلبية عربية كبرى تصل الى 80 % في مدينة مندلي وهم من ابناء العشائر العربية و 10 % من التركمان لكن 10 % من الاكراد استولت على الادارات العليا والمجالس المختلفة والمناصب المهمة وهمشت كل الفئات الأخرى في محاولة لضم المدينة الى كردستان .

ان ما يحدث في كركوك اغرب من الأساطير والخيال وللأسف ان الحكومة العراقية والقوى السياسية والرأي العام تراقب الموقف بدون اكتراث بل ان الحكومة المركزية التي تسلم برزاني وجماعته ما يزيد على 20 مليار دولار سنويا وهي بمقدار 4 اضعاف ميزانية الأردن تستخدم لتهجير العرب ودعم الحركات الانفصالية في العراق ودول الجوار .

لقد أصبحت الزمرة الكردستانية من القوة والاستهتار بأنها تجاهر علنا باسناد حركات الانفصال وتساومها منذ البداية بالسماح لها بالاستحواذ على مناطق ليس من استحقاقها بل تقع ضمن أحلامها العنصرية المريضة .

[email protected]