23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

معطیات العبادة تبلور شخصية القائد/القسم الحادي عشر

معطیات العبادة تبلور شخصية القائد/القسم الحادي عشر

أن الارتباط بالمطلق الحق والذي يعتبر الخط المهم من الحاجات الإنسانية له دور في تحقيق الخطين الآخرين من الحاجات وهي:
1. الموضوعية في القصد وتجاوز الذات.
2. الشعور الداخلي بالمسؤولية كضمان للتنفيذ.
أما الموضوعية في القصد فهي الاهتمام بالمصالح العامة التي تتجاوز المصلحة الشخصية والأنا …..
وقد قال السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) في أحد خطب الجمعة ما مضمونه:

( أن المرجع لابد أن يكون مهتماً بالعدالة الاجتماعية والمصالح العامة وأن ينصف الناس من نفسه….. )
ولا يتم هذا الأمر إلا بعد تجاوز الذات!!

أن الموضوعية بالقصد تستلزم العمل بدون أن يفكر العامل بالمصلحة الشخصية المؤقتة بل لابد أن يكون كما يعبّرون شمعة تحترق من أجل الآخرين….
وهذا الأمر نجده متجسداً في شخصية السيد القائد مقتدى الصدر(دام عزه)…
فهو لحد هذه اللحظة بل وحتى في المستقبل لم نجده قد اهتم بمصلحة شخصية بل نجده يضحي بكل شيء حتى براحته وصحته من أجل أهداف أعظم ومصالح كبرى وهذا شيء طبيعي بعد أن عرفنا ولو بالشيء القليل عن توحيده ويقينه ……
والعبادة تقوم بترسيخ القصد الموضوعي وتجاوز الذات كما في الجهاد والخمس والزكاة ….

إن السيد مقتدى الصدر(دام عزه) ساهم في تربية الأمة على تجاوز الأنانية والذات والاهتمام بالمصالح العامة والأهداف الكبرى….
و ما أحياءه للجهاد واستجابة الكثير من المؤمنين ونيل العديد منهم درجة الشهادة والتضحية بأعز شيء في سبيل الله ونصرة دين الله وأولياء الله إلا دليلاً على تلك التربية الرسالية الرشيدة …..
نلاحظ أن معطيات العبادة بلورت شخصية القائد..

والقائد ساهم في بلورة هذه المعطيات في الامة لما يحتله القائد من موقع اجتماعي مؤثر على نفوس الناس ووجدانهم كما هو واضح وأكيد فيكون نصيب المجتمع من هذه المعطيات من جهتين:
الجهة الأولى : ممارسة الناس للعبادة كل حسب استعداده واستحقاقه.
الجهة الثانية : فيوضات السيد القائد للأمة من معطيات العبادة فتكون الأمة قد تلقت هذه المعطيات بصورة واضحة مما يؤدي إلى أحد أمرين:
الأمر الأول : زيادة درجات العبادة بالنسبة للمؤمنين الممارسين للعبادة…
الأمر الثاني : وبالنسبة لأفراد الأمة الذين لا يمارسون العبادة تكون هذه الفيوضات سبباً في توبتهم وبالتالي ممارستهم للعبادة وتمسكهم بها وقد ينالون الشهادة كما حصل في انتفاضة السيد مقتدى الصدر (دام عزه)…

فالتفاني والإيثار والتضحية بالمال والنفس والمصالح الشخصية هي مصاديق للموضوعية في القصد وتجاوز الذات…..
وقد ذكرت في بحث ” منهج الشريعة التربوي في حركة السيد الشهيد محمد الصدر(قدس سره) ” أن الموضوعية في القصد وتجاوز الذات تلعب دوراً مهماً في تنظيف القلب وسلامته وتزكية النفس وبالتالي الجهاد الأكبر والذي يريد أن يسيطر على شهواته ونزواته ونفسه الأمارة بالسوء لابد أن يعمم الموضوعية في القصد وتجاوز الذات في كل تصرفاته بل لابد أن تشمل حتى المباحات والأحكام الترخيصية أي أن العمل حتى إذا كان جائزاً من ناحية شرعية فمن اجل تحصيل التزكية للنفس وسلامة القلب والسيطرة على النفس الأمارة بالسوء لابد من ترك العمل في المباحات إذا كان الترك ينطبق عليه عنوان الموضوعية وتجاوز الذات بل أن بهذا الانطباق يكتسب الرجحان وهو موافق للرجحان الأخلاقي ومن هنا يتضح دور العبادة لأنها توجه العابد نحو تحقيق الموضوعية وبالتالي الاهتمام بالمصالح العامة والأهداف الكبرى التي بتحققها تنجح الحياة في الأرض لان العدل والعدالة سوف يسودها وينتشر في ربوعها …..

وللحديث بقية اذا بقيت الحياة ويليه القسم الثاني عشر والاخیر..