إن الدين يرشد الإنسان إلى فطرته التي تدعوه إلى الارتباط بالمطلق الحق سبحانه وتعالى …
حينما يربط الإنسان مسيرته بالمطلق الحق اللامتناهي فسوف تكون حركة الإنسان حركة جهادية ضد كل ظلم وجهل وعجز وضعف لأن المطلق الحق هو الكمال المطلق الذي كله عدل وعلم وقدرة وقوة….
ومن خلال هذه الحركة التكاملية يرتقي الإنسان درجات الكمال اللامتناهية وكلما طرق الإنسان أو المجتمع درجة من درجات الكمال انفتحت أمامه درجات لا متناهية من الكمال…..
ان دور العبادة هو ترسيخ هذا الارتباط بالمطلق (الإيمان بالله) ..
وبالعبادة يرتقي الإنسان والمجتمع تلك الدرجات ” أعبد الله حتى يأتيك اليقين ” …
وحيث أن درجات اليقين لا متناهية وبالتالي سوف تكون العبادة والحاجة إليها حاجة ضرورية ومستمرة…
والعبادة تمثل علاقة الإنسان بربه، وهذه علاقة لا يصـح ولا يصدق عليها مفهوم الغلو بالانتماء لأنها علاقة النسبي بالمطلق ونسبة النسبي(المتناهي) إلى المطلق (اللامتناهي) هي صفر….
إن مفهوم الغلو بالانتماء يصدق بين النسبي المتناهي والنسبي المتناهي الآخر….
إن علاقة الإنسان بربه لها دور تربوي في توجيه علاقة الإنسان بأخيه الإنسان ( النسبي بالنسبي ) وبالتالي سوف تعالج هذه العلاقة ( الإنسان بربه ) التي تمثل الارتباط بالمطلق الحق سبحانه وتعالى تعالج مشكلة الإلحاد ” اللانتماء ” من جهة ومشكلة الشرك ” الغلو بالانتماء ” وبالتالي سوف يتم القضاء على كل المشاكل التي كانت بسبب هاتين المشكلتين (الإلحاد والشرك أو اللاانتماء والغلو بالانتماء)..
وعلاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى تزداد رسوخاً وعمقاً من خلال العبادات التي يشترط أن تكون عن نية مخلصة…..
وحيث أن درجات الإخلاص واليقين متفاوتة بالشدة والضعف بالتالي سوف يختلف العطاء سعة وضيقاً…..
وللحدیث بقیة اذا بقيت الحياة ويليه القسم الثامن