المعارك الكبيرة المنتظرة ، لا علاقة لها بتهديدات الكيان الصهيوني للأراضي العراقية ، ولا من قيام عصابات داعش الارهابية بإعادة سيناريو الأعوام السابقة في المناطق الغربية ، ولا حتى ظهور معارضة سياسية تريد إسقاط الانظمة الحالية
المعارك الخطيرة التي لابد الانتصار عليها هي تلك التي تؤثّر على مجريات الأحداث السياسية ، ومن شائها توقف عجلة الاقتصاد ، وتجميد حركة السوق ، وتحييد دخل المجتمع ، وايقاف رواتب الموظفين ، بل تكاد ان تكون بمثابة “عصب الحياة ” عند السلطة و مقومات الدولة
المعارك الجديدة والمهمة هي ضرورة قيام السلطة التنفيذية بالسيطرة على تهريب الدولار إلى دول الجوار ، وتحييد عمل المضاربين الذين يعملون على استمرار سوق الموازي للعملة ، وفرض إجراءات رقابية رادعة على تنظيم عمل المنصة الإلكترونية للحوالات المصرفية
وهذا ما حذر منه سماحة السيد عمار الحكيم في وقت سابق ، بانه لا نريد حمل النقود العراقية ” الكواني” بسبب انهيار العملة ، في أشار إذا لم تستطع السلطة التنفيذية من وضع حلول واقعية للمحافظة على سياسية النقدية الوطنية
وأحد من اهم العوامل المطلوب لغرض وضع خطة سليمة لتعافي الدينار من تحديات الانهيار التي تعصف منذ قرابة اربعة سنوات ، هي ضرورة تجنب الحكومة الاتحادية الوقوع تحت ضغط العقوبات الأمريكية المحتملة
ونذكر ان تومان الإيراني ، وليرة التركية ، على رغم من قوة سياستهما النقدية المتبعة وقعتا في فك العقوبات الأمريكية التي أدّت إلى انهيارهما بشكل كامل دون عودتهما للحياة الاقتصادية
ولعل حكومة ترامب الحالية ، تلوح إلى ذلك من خلال التصريحات الأخيرة بشأن مطالبة العراق بوقف استيراد الغاز الإيراني للمحطات الكهربائية ، وايضاً بشان السلاح المنفلت عند بعض الفصائل ، وجميعها مؤشرات خطيرة على مجريات سياسية الدولة
واخير ، لابد من قيام جميع اقطاب ادارة الدولة بأخذ العهد من اجل محاربة جميع من يحاولون وضع الدينار العراقي بمنزلق الانهيار الحتمي من خلال دعم الدولة في جميع الإجراءات التنفيذية للنهوض بواقع السياسية النقدية.