للنغمات مساحة واسعة في ملتقى جيكور الثقافي، أحيانا تنافس الأنشطة الثقافية الملوّنة الأخرى، وهذه المنافسة هي العلامة الفارقة لجيكور حصريا، وللأنغام موسمها العراقي الذي من خلاله نشحن أنفسنا بالطاقات الموجبة في زمن عراقي مطوق بالسالب والناهب.والأستاذ ستار الناصر هو العارف الخابر بكنوز اللحن وبساتين المقامات وتفرعاتها ..في هذه الأمسية / 27/ 11/ 2018كان الجمهور المنتخب منجذبا جدا لما يترنم به الأستاذ ستار الناصر،وكان الكلام يتنغم بعفوية ومن خلال تطبيقات وامضة عزفا على العود، عن الدور الذي تألقا به الشقيقان داود وصالح الكويتي.. تمتزج في كلمات الناصر: المعلومة التاريخية، مع التفارق بين عبقرية الأخوين داود وصالح الكويتي وبين عباقرة النغم العربي، حيث المرتبة الأولى كانت بشهادات موثقة من قبل الناصر، بعلو منزلة داود وصالح… وسلّط الناصر ضوءا مبهجا أقول ضوءا، حين ضغط على الموبايل واسمعنا صوت صالح الكويتي وهو بعيدا عن العراق، للأسباب طائفية، صوته الذي يبدأ في الجملة المدوية العظمي : أنا عراقي …
كانت ساعة أمسيتنا بلا عقارب.. وكان السلسبيل يتدفق من صوت ستار الناصر وهو يخبرنا عن البصمة العراقية التي بصمها في المقام اللامي : سلطان المقام الأستاذ محمد القبانجي.. وحين سألته ُ أنا : كيف نتلمس ذلك ؟ أجابني الناصر مشكورا على مرحلتين: الأولى كانت اجابته تنظيريا،أما الثانية فكانت: تطبيقيا على العود وهو يعزف ويغني المقام اللامي ببصمة عراقية قبنجية…
ثم الجلسة أزدادت سعة ً من خلال التعقيبات والتساؤلات .. ثم طالبنا أجمعين بجلسات متتالية هنا في جيكور للأستاذ ستار الناصر لنتذوق من خلاله ما نفتقده
من موسيقانا العراقية المتفردة والمغبونة لأسباب لاتحصى