19 ديسمبر، 2024 12:59 ص

مظاهرة عراقيّة جديدة !! أوووه .. واااااااااااووووو .. يااااااااااااااييييي .. هيّا بنا ندعو لتقسيم العراق !

مظاهرة عراقيّة جديدة !! أوووه .. واااااااااااووووو .. يااااااااااااااييييي .. هيّا بنا ندعو لتقسيم العراق !

والله إنّه لأمر عجيب فعلاً أن يُلاحق العراقيّون حتّى في أحلامهم وفي يقضتهم وفي مظاهراتهم المشروعة فيحاول البعض الّّي ربّما لا يعلم , وهو ما أظنّه , استغلالها للنفاذ بما يحمل من نوايا هي بالتأكيد خارجة عن إرادته الحقيقيّة ولكنّها رغبات خارجيّة , رغم أنّ التظاهر حقّ ديمقراطي يمارس في البلدان الأكثر تحضّراً كفلته جميع شرائع السماء والأرض وقوانين صناعة الأجبان والكيمر .. عفوا قصدي جون كيري وبريمر ! ..

 صام, صام , وفطر عله “بصلة” كما يقول المصريّون ولنبتعد عن “الجرّيّة” الّتي لطشها في المثل العراقي أعلاه , خفيةّ , من كان يريد منذ الأزل تقسيم العراق , خاصّةً في هذا الوقت العصيب والمصيري جرّاء شيئ اسمه “تظاهرة” لم يعهدها العراقيّون من قبل ! إي خطيّة .. ليش لا .. ! هاي أوّل مرّة يتظاهرون ومجان يعرفون شنو يعني تظاهرة , يمكن جان عبالهم “تيبرلمب” ! أو هكذا يبدو لي الأمر لما يريد أن يقوله علانيّةً البعض في إنكاره “المغلّف” حقّ التظاهر على العراقيين فيحوّل المقصد بضربة شاطر , إلى دعوة للأقلميّة والفدرلة ! ..

فدعونا من “الجرّيّة” الآن  فسنعود لاحقاً “للمناكرة” بتخفيف الكاف , بعدها وبعد أن ينصرف إلى حياتهم الطبيعيّة دعاة التقسيم بمسمّيات ومصطلحات لنتقاذف بما استمرّ عالق  بيننا “سنّةً وشيعة” بما استمرّ منه عالقاً في أحاديثنا المشتركة “بقصّة” لا تنتهي نتداولها “للعناد” لا أكثر ! ؛ .. كال علي وحجه عمر حجت فاطمة وكالت عائشة ! و “أكو فد واحد كردي …” الخ

العراق صام 10 سنوات وقاتل جيوش المحتلّ الشرس بكامل قوّته الأعظم الشرسة وطرد القوّة المباشرة له شرّ طرده وبشراسة , من أجل عراق جديد , لا من أجل محاولات جديدة لتقسيم البلد الّذي لم يتمكّن العثمانيّون طيلة 400 سنة من احتلالهم له ولا “الخروف” الأبيض ولا “التيس” الأسود ولا البويهيّون ولا الصفويّون “ولا الجقجقدربالطاوَيَوِيّوُن” من تقسيمه ولا أيّة قوّة استولت عليه كبيرها أو صغيرها أو أعظمها قديمها أو حديثها أو استطاعت فصل عناصر مكوّن متجانس في أقدم بقعة جمعت أوّل تجمّع بشري “اجتماعي وقانوني واقتصادي” على وجه هذا الكوكب اسمها بلاد وادي الرافدين ..

بل يريدونه عراق “معوّق” يريدون فدرلة وأقلمة دجلة والفرات ! .. ولا نستبعد ان “يلوفون” بأحد النهرين باتّجاه “إسرائيل” تحت بند حقّ من حقوق الأقلمة !! ..

  يبدو أن هنالك “لجان” بعينها تحتضنها دول وممالك وإمارات حاقدة أو لها مصالح ستراتيجيّة “وسَوْقيّة وبما لم تستطع حينها أعتى قوّة على الأرض من فعلها ! تعمل من خارج العراق وينفّذها هواة تغيير لا يحسبون عواقب دعواتهم لتغيير طبيعة بلدهم المتعايش منذ الأزل كما يقال بعد عمليّات انفلاق المجتمع إلى مُحيّزات اجتماعيّة مبَرّرة لا مصطنعة أو نازلة من المرّيخ ! ؛ ومنذ أكثر من 12 ألف عام وتحوّلها بشكل طبيعي لأقلّيات وأكبريّات , الآن تستغلّ هذا التنوّع المتجانس القادم من عمق التأريخ قوى الخارج بعد احتلاله , واستغلالها أيّة تظاهرة شرعيّة يقوم بها أبناء البلد وذلك لتحسييييييين .. لتحسيييييين .. يا ناس ؛ لتحسيييين .. وليس غيره ! من الّذي يحلو للبعض ؛ لتحسيييييين , نعيدها من جديد : لتحسييييييييين ظروف العيش في هذا البلد وتحسين خدماته والرقيّ بها إلى مصاف الدول المتقدّمة أو لمصاف وضع العراق قبل الاحتلال أيّام الحصار ولو ! ولا نقول لخمسينيّات أو ستينيّات او سبعينيّات أو ثمانينيّات القرن الماضي ..

تظاهرات يقرّها العالم ويمارسها يوميّاً وفي أرقى دوله ولا يقولون هي مناسبة لفدرلة بلدانهم ! ..

الأميركان موجودون ولا زالوا في العراق وإن بشكل غير مباشر , فلم يغادروه ! , ولا زالوا في الخفاء يحيكون بخارطة “بايدن” الّتي تريد خيراً للعراق , ويحيك بعضهم من الّذين أيضاً يريدون خيراً لبايدن ! من بعض مثقّفينا.. فإذا تأكّدنا أنّ الأميركان لا زالوا موجودون من خلال أكبر سفارة أميركيّة في العالم وبأكبر كادر موظّفين لم يشهده العالم لا قديماً ولا حديثاً ! وأقررنا بهذا “الواقع”واتّفقنا على ذلك , دون مكابرة .. فإنّ تبريرات “المجلس الأعلى” الماكرة وبعض أعوانه وبعض الّذين يسيرون مثل مساراته الّتي تريد خيراً للعراق , وإن بطرق أخرى , بفدرلة العراق , من قبل من يريد خيراً للعراق ولو من وراء الحدود ؛ فليس بمقدوره أو له نصيب من إضافة حلّ لمشكلتنا مع بقيّة الحلول المطروحة لترميم العراق بفدراليّات وبأقاليم قابلة للتكسير والفصم مستقبلاً , كما يستغلّها الآن بعض من يطرح طروحات يشمّ منها جميع روائح دول الجوار ودول الأبعد من الجوار من الّتي تريد خيراً مأقلماً للعراق ! ..

ناس عراقيّون متناغمون عشائريّاً وقوميّاً هم شعب عراقي واحد يصيح ليل نهار ويهتفون يوميّاً باسم العراق وتكاد حناجرهم تتفجّر من الغضب لأجل وحدة البلد ويمارس جميع الفعّاليّات للفت الانتباه لأجل أن يُلفت عناية الآخرين لأجل أن يسمعه يقول “من أجل عراق واحد لا سنّي ولا كردي ولا شيعي” و”لا سنّة ولا شيعة هذه البلد ما نبيعة ولا نفدرلة ولا نأقلمه” ويهتف يوميّاً وبلهجة مشهورة عراقيّة صميمة ضدّ أيّة فدراليّة لتقسيمه , و”لاعبي منتخب كروي يمثلون العراقّ” على قلب رجل واحد يُدهشون العالم اليوم بطريقة لعبهم المنسجمة وذات الوتيرة الثابتة والمضطردة الإبداع ولأوّل مرّة يتميّز بها فريق كروي عراقي طوال تاريخه الكروي العريق وأمام أنظار أعتى المدرّبين العالميين , هؤلاء الأبطال هم الأن قلوبهم كالجمر على العراق تخفق يأملون من مثقّفينا أن يتناغمون مع لعبهم الجديد الراسخ رسوخ الجبال بتبشير العالم بظهور مدرسة كرويّة عراقيّة جديدة تنافس أشهر مدارس العالم الكرويّة يدعون لوحدة العراق ويبذلون اليوم ويعزفون أحلى معزوفات اللعب النظيف و”الشِيك” ويحطّمون جميع أسوار دول تغذية الإرهاب من الّتي غذّت ولا تزال تغذّي الإرهاب في العراق وفي سوريا وفي مجموعة دول “ربيع عريبس !” ليحفروا على اطلالها اسم العراق وينقشونه بطمغة ساخنة حدّ الانصهار ..

عراقيّون يأكلون ويتلذّذون جميعاً ويستطعمون بأكلات “الدليميّة” وكبّة الموصل وقيمر السدّة والـ”طابك” العمارتلي ومسكوف بغداد وبـ”مفلطح” الديوانيّة و”تمّن ماش” الزبير ودبس البصرة السايح أبو السمسم وكباب الفلّوجة وهيت وبأغاني سعدون جابر ابن العمارة وحضيري أبو عزيز “الرئيس الراحل البكر وهو ابن تكريت ! كان مدمن سماع ابن مدينة العمارة داخل حسن ويطلب باستمرار من تلفزيون بغداد إذاعة أغانيه !”  …

العراقيّون جميعاً يفهمون ويتناغمون مع جميع مطربي العراق من أقصاه إلى أقصاه .. قد لا يتفهّم أو لا يطرب باقي الشعب العربي لأغاني جواد وادي أو عبد الجبار الدرّاجي أو يوسف عمر أو الكبّانجي أو القندرجي أو فؤاد سالم أو رضا الخيّاط وقد لا يستطيعون هضم أصواتهم والطرب لها , وقد لا يتناغمون مع “البستة” والسويحلي والحسجة , ولكنّ العراقيّون جميعاً يهضمون هضمة رجل واحد ماذا يقصد سعدي الحلّي وماذا يريد أن يقول ناصر حكيم ..

 يعني ماذا تريدون يا “بعض” مثقّفينا أن نقول ؟ .. هل تريدوننا بدل أن نقول “بين كلّ نخلة ونخلة شاعر عراقي” نقول “بين إقليم وإقليم شاعر عراقي” ! ..

العراقيّون ليسوا أوّل ولا آخر شعب يتظاهر من أجل تحسين أحوال بلده أو من أجل إيقاف الفساد فيه أو مطالبته بتحقيق العدالة وبتحسين مستوى الخدمات ورفع الظلم عن المعتقلين في السجون وفتح التحقيق مع الّذين شوّهوا سمعة العراقيين داخليّاً وخارجيّاً وسمعة القضاء العراقي ومحاسبتهم ومحاسبة السارقين والتدقيق والتحقيق عن الـ 700 مليار دولار أين ذهبت وعن السبعة مليارات الّتي صرفت على مجاري بغداد وهل يُعقل ان يُصرف هذا المبلغ على مجاري ! .. وهل نيويورك أو طوكيو صرفت على مجاريها مثل هذا المبلغ الخيالي الّذي بإمكانه زرع شبكة مجاري تكفي مدن العراق وقراه وقصباته وربطها جميعاً بمركز واحد وبنائها طابوقة فضّة وطابوقة ذهب ! .. وإن اقتنعنا جدلاً أنّ المبلغ الّذي صرف على المجاري إنّه حقيقة لا حلم ولم يصرف على مجاري كوكب عطارد , فهل يعقل أنّ مطرة 5 ساعات تغرق بغداد مالنفوذ للمدينة من مجاريها !!! ..

 تظاهرات لمحاسبة كلّ مسيئ ومحاسبة من قام دون وجه حق مخالفاً لجميع دساتير العالم والشرائع السماويّة بتعذيب حدّ الموت لناس عراقييون أبرياء تنفيذاً لتهم كيديّة لم يتاكّد منها بعد ! , أو مطالبة المتظاهرين بإيقاع أقسى العقوبات بكلّ إرهابي فجّر الناس والعباد وعدم التهاون معه وإيقاف مسلسل “الهروب” المستمرّ من سجون العراق للخطرون من المحكومون بالاعدام ! أو المطالبة بالقضاء على البطالة أو المطالبة بوضع خطط خمسيّة وعشريّة لتنفيذ سياسة إعمار حقيقيّة شاملة لا خطط بْلَيْ ستيشن !

جميع مطالب من يتظاهر اليوم , عدى المندسّون , وبتأكيد يومي لا لبس فيه من لدن قادة يتواجدون في قلب التظاهرات ومن المتظاهرين أنفسهم , هي مطالب قانونيّة وشرعيّة تقوم بها بين حين وحين شعوب العالم كافّة وفي جميع البلدان وليس العراقيّون وحدهم ! كما وأنّ بعض شعوب بلدان تقيم قطّاعات منها تظاهرات شبه دورية وشبه دائميّة تطالب بتنحية الحكومة في كثير من الأحيان !!! في حين أنّ المتظاهرون العراقيّون يعرفون نتائج مثل نلك الطلبات ! لذلك نراهم يتجنّبونها .. ومع ذلك لم يتخلّصوا من “المندسّين” الساعون لإيجاد الذرائع بشتّى الطرق للتشويش على الأهداف الإنسانيّة السامية الّتي خرج من أجلها المتظاهرون من المؤكّد , واستغرب أنّ بعض المثقفين لا يدركون ذلك ! , هو خلق الذرائع والمبرّرات الّتي تستطيع من خلالها حكومة السيّد المالكي “يبدو أنّها ليس لديها الإمكانيّات أو لنقل على وجه الدقّة ليس لديها القرار السياسي للاستجابة لمطالب المتظاهرين” من فضّ التظاهرات وتفريقها بتلك الحجج والمبرّرات ..

والله إجتني فكرة عنوان المقال هذا من طبيعة لدى البعض تذكّرتها وأنا أحاول تفريغ ضيم وتشنّج اعتراني من دعوات الفدرلة في هذا الوقت العصيب بداعي حلّ يرضي جميع الأطراف ! والفكرة مستنتجة مِن طبيعة مَن كانت تتملك البعض من طلبة كلّيّات أيّام زمان بعض النزعات الغير مسيطر عليها من قبلهم لتجذّرها فيه منذ الصغر لطبيعة البيئة الّتي تربّى عليها تفصح عن نفسها أحياناً عندما تنشب “عركة” حقيقيّة بالأيدي وبـ”الجلاليق” والراشديّات بين بعض طلبة الكلّيّة , وهو أمر نادر الحدوث تحت قبّة الحرم الجامعي , إلاّ انّه لدى البعض من الطلبة “من المتشكّين دوماً من الملل ومن السأم”  من الحياة ! تعادل بالنسبة إليهم من مثل تلك “الحوادث” إذا ما حدثت بمثابة رؤية عيانيّة لاقتراب “مذنّب هالي” من الأرض ! والّذي يقترب منها كلّ 78 عاماً ! فنراهم يصيحون بهستيريا تعبّر ما تعبّر في داخل كلّ فرد من أفراد تلك “الشلّة” فيبدو وكأنّه كمن عثر على اكتشاف نادر ؛ “واااااااوووووو ياااااايييييي” يهرولون يحيطون بساحة “المعركة”  وكأنّهم يستمتعون بمشاهد حقيقيّة من الخيال العلمي أو كأنّ كوكباً أو قمراً جديداً بجانب قمرنا يظهر في سماء الكرة الأرضيّة لأوّل مرّة !! ..