يحكى ان رجلا حدثت بينه وبين زوجته خلافات اسرية عميقة ولهما الكثير من الاولاد والبنات.واضطرتهما ظروف قاهرة الى الانفصال بعد تردي احوالهما.فطلب الزوج من رجل قوي ثان كان يسكن في نفس الحي حالته وظروفه المالية جيدة جدا طلب منه ان يتركهم على حالهم كما استأمن الرجل الاول الرجل الثاني على المنزل و الزوجة المنفصلة والاولاد والبنات ولكن تم الاستئمان بدون تكاتب ودون شروط. لكن الرجل الثاني استطمع واراد ان يأخذ من الرجل الاول كل شيء المنزل والزوجة والاولاد والبنات. وعند سماع هذا الخبر ارتعب الرجل الاول وهدد اما بابقاء متعلقاته على حالها او ان يقوم بالهجوم عل المنزل ومن فيه واسترجاع كل شيء بالقوة مالم تترك اسرته بحالها مهما كانت رغبات الزوجة. ويقال ان الحي بكامله كان ولايزال تحت رحمة هذين الرجلين وان مصير الحي متعلق بتوافقهما.
هذا هوحال ووضع كوكبنا الآن في ظل هيمنة القوتين العظمتين امريكا وروسيا ولهذا التشبيه العديد من الابعاد و المضامين:
اولها: ان مصير البشرية اصبح رهينة بيد هاتين القوتين النووتين حيث تسعي احداهما الى اضعاف القوة الثانية التي شهدت انهيارا كبيرا في اواخر القرن الماضي وتشظت وبقي منها جزء لا يستهان بقوته وخاصة قوته النووية واستمر التشظي والضعف في الالفية الثالثة. وتحاول امريكا تجريد روسيا الكتلة الاكبر مما تبقى من الاتحاد السوفياتي سابقا تجريدها من نفوذها في المحافل الدولية وتوريطها بمشاكل تتعلق بدول اوروبا الشرقية الواقعة في محيطها الجيوبوليتكي .
وثانيهما تحاول امريكا اعادة صياغة الموقع الدولي لروسيا العضو الدائم من الاعضاء الخمسة الدائمين في الامم المتحدة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتجريدها من عضويتها الدائمة وذلك بايجاد صيغة تمثيل اخرى غير الصيغة الحالية وذلك من خلال نصب الافخاخ لروسيا وكذلك من خلال توحيد الدول الاوربية ضد روسيا وايجاد اجماع دولي ضدها في معاركها السياسية والعسكرية. اذ لم يكتف الامريكان بتفتيت الاتحاد السوفياتي سابقا بل تفيتيت واضعاف روسيا ذاتها.
ثالثا من المتوقع الاتكتفي امريكا بسلخ وضم اوكرانيا وربطها بالناتو بل قد تمتد نشطاتها التفتيتية الى دول اخرى مثل جورجيا وبلاروسيا وبذلك تكون اي امريكا القوة المهيمنة الكبرى على الساحة الدولية وتعمل ما يحلو لها.
رابعا قد يتسع نطاق الحرب الحالية بين روسيا واوكرانيا وهو شيء لاتحمد عقباه وذلك من خلال الاستفزاز بتزويد دول حلف الناتو اوكرانيا باحدث الاسلحة الغربية المدمرة والدعم المادي والمعنوي والاعلامي لها. وقد يتسع النطاق باقدام اي من الطرفين على افعال مقصودة او غير مقصودة قد يثير الروس ويجعلهم يستخدمون اسلحة دمار شامل ويرد عليهم الامريكان بالمثل مما قد يؤدي الى كوارث وفناء.
خامسا حيئذ قد يتصور الصينيون ان روسيا اتجهت نحو السياسية الشمولية بضم مناطق تابعة لها في العهد السوفياتي السابق ونجحت في اثارت حرب كونية شاملة عندها تتجه الصين الى اتباع سياسة ممثلة بضم تايوان وهونك كونك على خطى روسيا ومساندة لصديقتها القديمة روسيا .
خلاصة هذا القول ان الامور متشابكة وبحاجة الى اخماد النيران قبل ااندلاع الكارثة الكبرى وفناء البشرية. فلابد من تسوية ترضي جميع الاطراف. والتسويات لايمكن ان تتم دون تقديم تنازلات من الطرفين والرجوع الى واقع مسالم. وقد لفت الروس النظر الى الحاجة في الالقية الثالثة الى اعادة رسم الحدود دوليا وتحديد مناطق النفوذ للقوتين العظمتين .