22 ديسمبر، 2024 6:13 م

لا أرى العالم كما يراه الآخرين
انا شاعر
مشهد
-****
نحّيتُ النص الغير مكتمل من أمامي بعنوان (باب). ونور تهذي بأخبار كرونا بجانبي (اسمعي ماما الممثل الأمريكي الذي تحبين مصاب بالفيروس هو وزوجته)، وعلى حين غرة سرقني المشهد الطبيعي لها وهي تتهادى أمامه بجسمها المكتنز والريش الملون الذي وهبه لها الله، وكأنه تاج، هو يطالعها ولا تغرب عينه عنها. وبهزات من رأسه دعاها للبقعة التي اكتظت بالعشب الجديد لنبات الباميا الذي أراعيه مع بستانيّ البيت، فأنا كأهلي العراقيين أحب الزرع وشؤونه وشجونه، وخاصة إذا ارتفعت أعناقه الخضراء في الفضاء. يجتاحني فرح غامر، التقطت ما يكفيها وهو يحوم حولها كأمها، اقترب منها همس، مالت برأسها نحوه ثم حلقوا للأعالي. بأم عيني اكتمل المشهد وكأن مخرج عالمي كان يحرك الممثلين العصفورين، قلت سبحان الله، يضع رحمته أنّى يشاء، فلا يقتصر العطف والحنان على بعض الذكور الرجال، وإنما هناك كائنات تحنو مثل هذا العصفور الذي أمامي. رجعت للنص وفكرة ما التمعت برأسي، أن لو سادت الرحمة بين البشر، لكنّا في غنى عن الحروب والفايروسات والمآسي.

متن
****

مدينتي التي ألوذ بها
كسفينة والماء طغى
وعيوني بليلها كالمصابة برمد
وفي غبشها أبحث عن سبب
لهذا الموت المنتشر كوباء
عن فحوى العيش بمراره
عن صور تبات معنا وتُصبح
ووطني كنسر واقف على قدم واحدة
ببطنه المنشطرة نصفين
بجرحه المتعرج كنهر
أتاني متكأً على الم
ياسر الذي أصيب هناك
احتضنني
احتضنته
قلت
يقلقني الصديد بجرحك
قال كالواثق من الحياة
سأبرأ
دعينا نلقي في البركة الراكدة
حجر
هو ليس بمجد زائف
بل اختصار لما نريده
بأننا نريد وطن

الخميس
١٢ / اذار / ٢٠٢٠
شاعرة من العراق