23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

الانتظار خطيئة، والتفرج شراكة في الجريمة ولا بد من عمل ليس غداً ولكن الآن.
1
ليس بعيداً عن الشط
في المدينة التي باركها الله
كأن بها نسب من الأنبياء
بحرفها وحنّائها والشعراء
يتساقط رُطبها جنياً
بشجرة الخلق الاول
وغدران من الفضة والعسل
تحت وطأة الزمن تُعاد بها الآن
ملحمة العطش
وفتية يرتقون للسماء
تُغتال نعوشهم بوضح النهار
يتأجج الغضب تشتعل النيران
ينتفضون يُجلدون بالسياط
وبالرصاص الحي يُغتال
من يغصّ بالملح ولا قطرة ماء
ماذا ينتظرون؟؟
وولاة أمرهم النائمون بمركب الأحلام
يعدون عدتهم لاقتسام الغنائم
بينما يستصرخهم شعبهم
بأفئدة مسّها الضر وتأججت غضباً
لم نعد قطيع أغنام يقودنا الطغاة
مشاعلنا في الظلام دماء الشهداء
ثمة هاتف ضج في السماء
رتّلتهُ الملائكة
أيها البصريون
تقبل الله قرابينكم
وموتكم المعلن
على حافات الأرصفة
مضرجين بحنّاء أعراسكم
فهل سيدوَّن سِفرٌ آخر للتاريخ من هناك؟؟

2
‎كان ما بيننا أشبه بمنعطف
وغُلالات بِيض غطت الأديم
لكني عرفته
سألني عن الدنيا وأحوالها
قلت:
ما زال الأنبياء
يُرَوّجونَ للفضيلة
وأن كلكامش ما فتأ
يبحث عن سر الخلود
وإكسير الحياة
كم استقتلتْ
خادمة المعبد
شامات لغوايته
لكنه استعصم وأبى
وصاحب أصل الأنواع
أعجزهُ لغزُ الحياة
ما زالت قبائل الهنود
تداوي الجروح بالتعاويذ
ونساء النوشو* يتبادلن
الأسرار برسائلهن المشفرّة
سَقطت حضارات
وبيدت ممالك
وآفل ملوكها
وقامت دول
وتُوِج ملوك
حين دخلوا القرى
لم يعمّروها
ورغم كل شيء
الشمس والقمر
لا زالا دائبيْن
يشرق نورهما ساطعاً
في النهار والليل
صحيح
أنهم مثلوا بأحلامنا
وألقوا بأشلائها
بقارعة الطريق
لكن الصبر
في الأرض ضمادة المعذبين
سيجزل المعذبون في الأرض
والشهداء
سيحملون شعلة الخلود
وسيسود الحق ولو بعد أوان

*النوشو: لغة خاصة بالنساء الصينيات، لا يستطيع الرجال حل ألغازها.

شاعرة من العراق