23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

مسؤول تحت مستوى المسؤولية

مسؤول تحت مستوى المسؤولية

رب صدفةٍ أفضل من ألاف الناخبين!
لعبت الصدفة، دوراً كبيراً في تحول، نكرات الى زعماء، فأعطوا مثالاً حياً، عن المحاصصة العمياء، فسار البلد بخطى ثابتة، نحو.. الهاوية!

بلد يدار من سياسيي الصدفة، وتوزع المناصب فيه، حسب الاصوات الأعلى، إعلامياً وليس انتخابياً، من يمتلك لسان طويل، يحظى بمنصب ليس لديه، أدنى كفاءة وخبرة فيه، لمجرد إسكاته عن التسقيط، فيتمتع بالامتيازات، دون تنفيذ اي واجبات.

تدرجت مناصب الصدفة، من أدنى وظيفة، وصولاً الى مناصب عليا، فوجدنا أعداداً هائلة من الفضائيين، و من عملهم الوحيد، هو النوم على المكتب، لإنتفاء الحاجة لهم، رغم ان هذه البطالة المقنعة، على مستوى الموظفين الصغار، تكون مضرة بالمجتمع والدولة، لكن خطرها أقل وطأة من المناصب العليا التي تتحكم بمصائر الناس، وتؤثر على سير عجلة التقدم، حيث ان توقيع مسؤول غائب، قد تترتب عليه مسائل حياة او موت.

الطامة الكبرى، حين تلعب الصدفة، في وجود شخص على رأس الهرم، وهذه -ولله الحمد- لنا فيها تجارب كثيرة، حيث مر علينا، من عمل التنصيب المؤقت على وجوده، ومن استغل الاتفاق على وحدة الكلمة، ليضغط للوصول للسلطة، ومن جاء كبديل، فكان ألعن من أخاه، ومن جاء كخيار وسط معتدل، فلم يقدم شيء يذكر من خطته الإصلاحية.

عدم المصداقية، واتباع الطرق الملتوية، في محاولة الوصول للسلطة، جعلت من سياسيي الصدفة، غير واقعيين في طروحاتهم، فمنهم من يستعرض إنجازات غير موجودة، ومنهم من يحمّل الشعب، مسؤولية أخطاءه، متوقعين ان الصدفة، ستلعب دورها مرة أخرى، لكن.. هل هم محظوظون، كي تلعب الصدفة لصالحهم، مرة اخرى؟

الجواب يحدده وعي الناخبين، ومدى تعلمهم من الدروس السابقة، فلا تنطلي عليهم، تفاهات الكيانات السياسية، ويبحثون عن صاحب البرنامج الواقعي، الذي يدرس كل مفصل، ويناقش مشاكله، ويضع لها حلولاً.

يراهن الفاسدون، على الصدفة وتسقيط الآخر، ويراهن الوطنيون على الشعب، فمن يا ترى سيكسب الرهان؟