23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

مرض تعفن غلاصم الباذنجان

مرض تعفن غلاصم الباذنجان

جرني الفضول لأعرف ماهذا التجمع في الشارع قرب أحد السيارات .. عشرات المواطنين يتجمهرون على شكل حلقة قرب إحدى السيارات تصورت في بادىء الأمر إن حادث سير قد وقع وتجمهرت الناس لإنقاذ مايمكن إنقاذه .. بعدها فكرت في أمر آخر قلت ربما هذه سيارة السيد المحافظ والناس تجمهوروا حوله للسلام وطرح بعض الأسئلة حول الخدمات بعدها قلت ” لا لا” أتصور انها سيارة رئيس أو أحد أعضاء مجلس المحافظة وتجمهرت الناس لنفس الغرض ..وتأكدت ان هذه السيارة التي تجمهر حولها الناس لم تكن لأي مسؤول بسبب عدم رؤيتي لأي شخص يحمل (فايل) أو (طلب تعيين) وتقدمت أكثر لأجد سيارة مليئة بالباذنجان وتسور الناس حولها والبائع يصيح (عشرين كيلو بتلتالاف)..
لم أصدق ماسمعت هذا الباذنجان الذي أطلق عليه في أيام الحصار (وحش الطاوة) وتصاعدت أسعاره ووصل الى مصاف الفاكهة الغالية والخضار المتألقة حتى وصل سعره الى اكثر من الفي دينار عراقي ينزل الى هذا السعر .. ورأيت أحد المشترين الفايخين قام بفتح الكيس الذي إشتراه وقام برمي الباذنجان الكبير وأبقى على الباذنجان الصغير فقط .. حينها تألمت كثيرا على حال الباذنجان ولسان حالي يقول (إرحموا عزيز قوم ذل) هل هذا حال الباذنجان صديق العائلة ووحش طاوتها الذي يصل بالاستعمالات الى مصاف الطماطم فمرة مسلوق ومرة مشوي ومرة مقلي ومرة يستخدم في الباذنجانية والدولمة وعدد من الوجبات الاخرى واليوم اراه يصل سعره الى 150 دينار للكيلو الواحد (الله يديمك يارخص) وبدأت أبحث لأختار الكيس المناسب الذي لايحتوي على الباذنجان التالف والكبير حتى لاتضيع مني 3000 دينار هباءا منثورا .. ومازلت أقلب الأكياس ومثلي العشرات تقدمت عجوز سبعينية وقالت للبائع (عمي أخاف هذا مريض مثل السمج؟ أشو تبيعوه رخيص؟) وأجابها البائع (خاله بروح أبوج قابل هوه بي تعفن الغلاصم) وهنا تراجعت عن الأختيار وقلت مع نفسي لماذا يباع هذا الباذنجان بهذا السعر القليل (السالفه بيهه إنه) (أخاف مريض لو تالف) وحينما طرحت السؤال على البائع قال التجار أغرقوا السوق بالباذنجان من الدول المجاورة والتي أثرت على سوق الباذنجان وليس وحده بل الكثير من الفواكه والخضار مرت عليها هذه القصص وهذا السعر المتدني .
نعم إن الحكومة ووزاراتها المهنية تتحمل تدهور اسعار الباذنجان وتتحمل تدني الزراعة في العراق بسبب فتح باب الاستيراد وأكيد ان تجار الفواكه والخضار ليس من الناس البسطاء بل بالتأكيد أنهم أناس متنفذون من أقارب المسؤولين في الدولة حيث يتم تسهيل دخولها بهذه الاسعار المتدنية والمواطن يشتري ويأكل والحمد لله ولكن تم القضاء على الزراعة (النفط الدائم) الفلاح بدأ بترك الارض وأولاده ذهبوا يبحثون عن التعيين في الدوائر أو سلك الداخلية أو الدفاع ..والحكومة دائما ما ترمي الكرة في ساحة شحة المياه وتتهم دول الجوار بانها السبب.. نعم دول الجوار تقطع عنا المياه حتى نشتري الفواكه والخضار منها هذه هي الخطة يا أصحاب العقول النيرة يا أصحاب الشهادات الملونة يا خبراء الأقتصاد والسياسة دول الجوار ضحكت علينا وتبعينا الباذنجان والكثير من الفواكه والخضار بأرخص الاسعار ولو زرعناه بمقدراتنا وشبابنا كان سعره ارخص بكثير وانتم نائمون في العسل والبطالة تعدت الارقام الخطرة وانتم تبحثون عن المناصب وتقتسمون الكعكات لأنكم لاتفقهون بالاقتصاد ولا بالسياسة الأقتصادية فخربتم البلاد وضيعتم العباد.