23 ديسمبر، 2024 7:33 ص

المؤكد أن العرب قبل الإسلام كانوا أميين إلا ماندرولذلك لم يعتمدو على الكتابة في حفظ أشعارهم وخطبهم وقصص أيامهم و مآثرهم وأنسابهم، بل اعتمدوا على الذاكرة ونمت ملكة الحفظ عندهم فاشتهروا بقوة ذاكرتهم وسرعة حفظهم. ولكن هذا لا يعنى عدم وجود من يعرف الكتابة بينهم ذلك لأن مجتمع مكة التجاري يحتاج إلى معرفة بالكتابة والحساب ولكن عدد الكاتبين كان قليلاً ولذلك وصفهم القرآن بأنهم أميون فقال:{هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم } [سورة الجمعة: 2].
وهذا جعل الكتابة محصورة بعدد قليل من الصحابة الذين يعرفون الكتابة هذا أضافة الى شحت القرطاس والقلم فكانت الكتابة صعبة وعسيرة لعدم توفر لوازمها ولك أن تتخيل كيف كانت تتم الكتابة على الجريد والسعف والجلد وكم كان يصرف من الجهد والوقت لكتابة صفحة واحدة ومع هذا العسرفي الجهد واللوازم دون هؤلاء الصحابة ماتيسر لهم تدوينه على مراحل هي:
1-مرحلة البدء والتأسيس في عهد الصحابة.
بدأت هذه المرحلة بعد وفاة الرسول وقد انتشر الصحابة في الآفاق لعدم قدرتهم إلى الرجوع إلى الرسول وقد حرص الصحابة على الحذر والتثبت والتحري في نقل الحديث وبعد مقتل عثمان بن عفان حصلت الفتنة وبدأت الفرق الكثيرة تخرج فقد كانوا يطلبون السند من بعضهم البعض ويقصد بالسند من هو الصحابي الذي رويَ الحديث عنه أي قائل فاتسمت هذه المرحلة بـ: التثبت في أخذ الأخبار وكيفية ضبطها، بالانتباه لها ووعيها والتدقيق في نقلها للآخرين.2-مرحلة البناء والتأصيل في عهد التابعين.التابعين هم اللذين لم يروا الرسول لكنهم آمنوا به وفيه هذه المرحلة ظهر التثبت من الرواية، ودقق في النقل بسبب ظهور من يتعمد الكذب والمتعصبون للمذاهب المختلفة وأبرز ما ظهر في هذه المرحلة الكتابة في الجرح والتعديل الذي يبحث في أحوال الرواة من حيث القبول والرد وهذا أدى إلى الاجتهاد في البحث عن الرواة ونقد الإسناد.
3- مرحلة النضوج والتدوين في عهد تابعي التابعين في القرن الثاني الهجري: 
تشمل هذه المرحلة أتباع التابعين وهم بعد الصحابة والتابعين وعلى أيديهم بدأ التدوين الشامل المبوب المرتب علي الأبواب والفصول ويعتبر هذا الجيل جيل التأسيس لعلوم السنة و من أمثالهم الأئمة ( مالك , الشافعي , الثوري, والأوزاعي , ابن المبارك , وغيرهما ).ومن أشهر مصنفات هذا القرن: موطأ الإمام مالك بن أنس.4-مرحلة الكتابة والاستكمال وتدوين الحديث عند علماءالحديث.في القرن الثالث الهجري:
نشطت فيه الرحلة لطلب العلم ونشط فيه التأليف في علم الرجال , فظهرت كتب المسانيد مثل مسند الإمام أحمد ابن حنبل والكتب الستة مثل البخاري ومسلم …. والصحاح والسنن.
وبرز كثير من الحفاظ والنقاد والعلماء من أمثال: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعلي بن المدني وأبو عبد البخاري ومسلم بن الحجاج.5-مرحلة الإكتمال والنضوج في القرن الرابع الهجري: من كتب السنة المدونة في هذه المرحلة:صحيح الإمام ابن خزيمة ، صحيح ابن حبان، المستدرك لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري شرح مشكل الآثار لأبي جعفر الطحاوي المعجم الكبير للطبراني كتاب السنن للإمام الدار قطني السنن الكبرى للحافظ البيهقي المستخرجات . 6ـ تدوين السنة في القرن الخامس الهجري: من كتب السنة المدونة في هذا القرن:الجمع بين الصحيحين، الجمع بين الكتب الخمسة أو الستة شرح السنة للحافظ البغوي مصابيح السنة للحافظ البغوي جامع الأصول في أحاديث الرسول للحافظ ابن الأثير .7-تدوين السنة بعد القرن الخامس الهجري إلي نهاية القرن التاسع :
ظهرهذا القرن رجال حديث من أمثال: الحافظ البيهقي – الخطيب البغدادي – الحافظ ابن الجوزي وغيرهم.ثم في بداية القرن السابع عشر ظهرت أضافات علي أيدي علماء السنة من أمثالهم: الحافظ المقدسي – ابن الأثير – الحافظ المنذري.
و أخيرا ظهرابن تيمية وتلاميذه: المزي و ابن القيم وشمس الدين الذهبي ثم الحافظ ابن كثير والحافظ ابن رجب والحافظ العراقي ثم البوصيري والحافظ ابن حجر العسقلاني وغيرهمومن أهم كتب السنة في هذه الفترة:
كتب الموضوعات وكتب الأحكام وكتب غريب الحديث وكتب الترغيب والترهيب وكتب التخريج وكتب الزوائد وكتب الجوامع.
هذه هي مراحل تدوين السنة عند أهل السنة والجماعة.