23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

مدينة سامراء متى ستسر الناظرين إليها؟!!

مدينة سامراء متى ستسر الناظرين إليها؟!!

لماذا الإهمال المتعمد والتغييب الدائب لسامراء وقيمتها وأهميتها في الحياة العراقية المعاصرة , بنواحيها الثقافية والدينية والعمرانية والحضارية , ولماذا يتحقق منعها من التعبير عن قدراتها وطاقاتها التفاعلية مع الناس الوافدين إليها من أنحاء الدنيا , التي تعودت على زيارتها والتعرف على معالمها والتواصل مع أهلها والتنعم بضيافتهم ورعايتهم والتبضع في أسواقها , التي فقدت دورها وتأثيرها في الحياة الإقتصادية للمدينة.
مدينة تسمى مقدسة , لكنها ليست كباقي المدن المسماة مقدسة , وإنما تعاني من الإهمال والإقصاء , وعدم الجدية في إطلاق المشاريع والتعمير وترتيب الطرق وصيانتها والعناية بجمالها وبهائها , وتوفير الإمكانات والفرص الكفيلة بإنتقالها إلى مدينة متزاهية ترنو إليها الأبصار بإعجاب وتقدير.
مدينة بلا شوارع معاصرة , ولا مدارس حديثة , وبلا مستشفى تستوعب حاجات المواطنين , وبلا بُنى تحتية تؤهلها للتواصل في القرن الحادي والعشرين , فكل ما فيها بدائي وبعيد عن روح العصر وإرادة المكان الذي يختزن طاقات إبداع وقدرات تعمير وتشييد ونماء.
مدينة تريد أن تتوفر فيها الخدمات الكفيلة بسد حاجات الناس والمحافظة على صحتهم وإنسيابية أيامهم , لكنها محرومة أو ممنوعة , وما يتحقق فيها بجهد أبنائها الغيارى الميامين.
فالمدينة ومنذ عدة القرون تعتمد في إقتصادها على الزائرين والسائحين , واليوم تجدها ممنوعة من التواصل مع زائريها , حتى ولو بلغ عددهم المليون وأكثر , فهم يأتون إليها وكأنهم يدخلون في ثكنة عسكرية أو معسكر متأهب , ويخرجون منها وكأنهم لم يرونها , وما تذوقوا الرقي والبطيخ والأعناب والأرطاب وما تفاعلوا مع أهلها وتبضعوا منها , وإنما هي زيارة تعتيمية إنعزالية خالية من التواصل الزياراتي الذي عهدته المدينة!!
وعندما تتساءل لماذا سامراء العريقة الساطعة , في نسيان وإهمال , يكون الجواب بما لا يصح في الأفهام , وكأنه هذيان مخمورين بأوهام الضلال والبهتان!!
وتتساءل عن المدينة التي كانت مشعشعة الأنوار , وعن مراقد الإمامين وما حولهما , فلا ترى غير الخرائب والبنايات المهجورة والطرق المسدودة , والموانع الكونكريتية التي تجعلك تسير في متاهات , فتتعجب من الحال وتنهض في ذاكرتك صور الأيام الجميلة التي كانت تتمتع بها المدينة , يوم كان أجمل ما فيها ما يحيط مراقد الأئمة الأطهار.
فأين كانت سامراء وأين أصبحت؟!
ولماذا لا تنبعث الروح في شوارعها , ويتنعم أهلها بالتفاعل التجاري مع الزائرين , فهو النشاط الإقتصادي الأساسي للمدينة على مدى العصور , وهي اليوم محرومة منه ولأكثر من عقد من الزمان الشديد.
تساؤلات قد لا تعجب البعض أو تغضبهم أو تثير فيهم ما تثير من المشاعر والتصورات , لكنها حقائق أليمة ودامغة , وترفع ألف علامة تعجب وعلامة!!
فإلى متى تبقى المدينة في تعثرٍ وإهمال؟!!
وإلى متى ستتأرجح بين “سُرّ – وساءَ” مَن رأى!!
سامراء يجب أن تكون جميلة متباهية كأية مدينة عريقة في هذه الدنيا العامرة!!
فهل من مجيب ومن غيرة لا تخيب؟!!
وأين هي من قول الجواهري فيها:
“بلد تساوى الحسن فيه , فليله كنهاره , وضحاؤه كأصيله”