18 ديسمبر، 2024 8:22 م

مدفن الإمام علي (ع) ومكان مرقده الشريف

مدفن الإمام علي (ع) ومكان مرقده الشريف

الحلقة الثانية

بعد وفاة الإمام علي (عليه السلام) في ليلة إحدى وعشرين من رمضان الكريم سنة 40هـ (24/1/661م)، إثر ضربة اللعين عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وكان الإمام ابن ثلاث وستين سنة قمرية(3) ; ارتفعت الصيحة في داره من بناته ونسائه،
____________

 

3 – ولد الإمام (عليه السلام) في السنة الثلاثين بعد عام الفيل أي 600م في يوم الجمعة 13 رجب وذلك في البيت الحرام، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت اللّه تعالى سواه، وأبوه اسمه عبد مناف وكنيته أبو طالب، ويدل على أن اسم أبي طالب “عبد مناف”، أن أباه عبد المطلب لما أوصاه بالنبي قال :
أوصيك يا عبد مناف بعدي
بمــوحدٍ بعـــــــــد أبيه فردِ

راجع أعيان الشيعة، م 1 / ص: 323، وقيل توفي الإمام ليلة الأحد كما في شرح ابن أبي الحديد ومقاتل الطالبيين ومروج الذهب.

……………………………………

فعلم أهل الكوفة; فأقبل الرجال والنساء يهرعون أفواجاً أفواجاً وصاحوا صيحة عظيمة، فارتجت الكوفة بأهلها وكثر البكاء والنحيب وكثر الضجيج بالكوفة وقبائلها ودورها وجميع أقطارها كما هو الحال عند وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)(1)، ويذكر الشيخ المفيد في (الارشاد) “تولى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحيسن عليهما السلام”(2)وقال الطبري: “غسّله ابناه الحسن والحسين وعبد اللّه بن جعفر، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وكبّر عليه الحسن تسع تكبيرات”(3)، وينقل السيد محسن الأمين في (أعيانه): “وقال أبو الفرج: غسّله الحسن وعبد اللّه بن عباس، وقال ابن الأثير: عبد اللّه بن جعفر مكان عبد اللّه بن عباس، وكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة…”(4)، ويقول ابن أعثم : “فغسّله الحسن والحسين، ومحمّد بن الحنفية يصبّ على أيديهما الماء ثمّ كفن…”(5 ) ا لمهم غسله الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام وربّما تناوب على مساعدتهما ابنه محمّد بن الحنفية وعبد اللّه بن جعفر وعبد اللّه بن عباس، فلابدّ أنهم كانوا مجتمعين، ثمّ كفن وكبّر عليه الإمام الحسن (عليهالسلام)، وتختلف الروايات حول عدد التكبيرات أيضاً ,.
ولكن من أين جاءت بعض الاحتمالات الضعيفة حول مكان قبره الشريف والثابت بلا أدنى ريب أن موقعه في “الغري” حيث مشهده اليوم في النجف الأشرف؟ فلا يمكن لنا أن نعبر الموضوع دون التطرّق إلى هذه الاحتمالات
____________
1- أعيان الشيعة: م 1 / ص: 530.
2- الشيخ المفيد: الارشاد، ص: 12، الأعلمي ـ بيروت 1979 م.
3- الطبري: ج5 / ص: 148.
4- أعيان الشيعة: م 1 / ص: 530، دار التعارف ـ بيروت 1983م.
5- ابن أعثم: فتوح البلدان، م 1 / ص: 509.

……………………………..

ودحضها إلاّ إذا عبرنا النجف كلّها، فلا نجف بدون قبر الإمام، لأن القبر بحضرة الإمام هو شرفها وسرّ بقائها وعنوان شموخها، به طاولت الأيام، وتحدت الزمان، بل لو اهتمت الحكومات العراقية بالمشاهد المقدسة في العراق عمرانياً وسياحياً من حيث توفير المستلزمات الخدمية والاجتماعية، وتسهيل إقامة الزوار والسياح وتشجيع بناء صروح العلم والدراسة لدرّت هذه الأعمال من الخيرات على العراق ما يوازي ثروته الزراعية أو المعدنية، ولا يختلف اثنان انّ الكثير من بلدان العالم كـ (اسپانيا والمغرب مثلا) تعتمد تماماً على الصناعة السياحية ولا يوجد فيها من المراقد المقدسة التي يلتزم بزيارتها ورعايتها أكثر من ثلاثمائة مليون مسلم، ولكن لا حياة لمن تنادي .
يخبرنا التاريخ ـ والشي بالشيء يذكر ـ عن مدى اهتمام القدماء بالنجف، لما جرت المفاوضات التي دارت بين الشاه عباس الصفوي وبين حافظ أحمد الوزير العثماني [اقتراح اعطاء] بغداد إلى الايرانيين وما عداها من العراق إلى الترك فلم يقبل الترك، ثمّ تنازل الشاه الإيراني وطلب أن يعطى النجف وما عداها يكون للترك، فأجاب الوزير التركي قائلا: إنّ كلّ حجر من النجف يعادل عنده ألف إنسان، وما بغداد إلاّ حماها(1) !!
والسؤال الذي يطرح نفسه هل من المعقول أن يدرك الأجانب أهمية المراقد المقدسة في وطننا الحبيب أكثر من العراقيين أنفسهم؟! ونحن بدورنا نطرح هذا السؤال على السلطات المتعاقبة على حكم العراق من جيلنا حتى الأجيال الآتية بمشيئة اللّه، فهل من مجيب؟! نرجع إلى موضوعنا حيث جرّنا القلم من قبر الإمام إلى أهمية النجف الدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية بشكل خاطف، ونذكر النقاط التالية :

____________
1- راجع ستيفن لونكريك: اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ترجمة جعفر الخياط، ص: 84 ـ 85 طبعة قم، الحادثة وقعت في حزيران 1036 هـ / 1626م
…………………………………….

أولا :
لقد وضعت بعض الآراء والأخبار غير الدقيقة عدّة احتمالات لمكان قبر الإمام (عليه السلام) حيث تقول دائرة المعارف الإسلامية (طبعتها الإنگليزية) : “امّا ان الإمام دفن في الكوفة نفسه في الزواية القبلية للمسجد، أو على بعد فرسخين من الكوفة (أي في النجف)، أو انه نقل ليدفن بالقرب من قبر فاطمة، والرواية الرابعة تجعل قبره في قصر الإمارة”(1). نقول: هذه الروايات ـ كما دونت دائرة المعارف نفسها مصادرها ـ رجعنا إليها وإلى غيرها فوجدنا “ان الاصطخري وابن حوقل ذكرا أن قبر علي في أيامهما كان في زاوية جامع الكوفة الكبير، وقد أيّد ذلك كثير من الثقات، وعزّزه غيرهم من المصنّفين”(2)!! هذا ما دون (لسترنج) في كتابه “بلدان الخلافة الشرقية”، فرجعنا للاصطخري فوجدنا أنه ذكر “وقريب من الكوفة قبر علي (عليه السلام)، وقد اختلف في مكانه; فقيل أنه في زواية على باب جامع الكوفة، ورأيت في هذا الموضع دكان علاف. (!!) ومنهم مَن زعم (!!) انه من الكوفة على فرسخين وعليه قناطر وآثار مقابر…”(3) .

أما ابن حوقل ـ وهو ممّن عاصر الاصطخري(4) ـ فنقول ابن حوقل يقول: “بالكوفة قبر أمير المؤمنين علي صلوات اللّه عليه، ويقال انه بموضع يلي زواية جامعها، وأخفي من أجل بني أمية خوفاً عليه، وفي هذا الموضع دكان علاّف (!!) ويزعم أكثر ولده (!!) أنّ قبره بالمكان الذي ظهر فيه قبره على فرسخين من الكوفة”(5). ويذهب ابن سعد في إحدى رواياته بقوله: “ودفن بالكوفة عند مسجد الجماعة في قصر الإمارة”(6). والمسعودي أيضاً لا يدري، فيذكر التنازع حول
____________
1- راجع The Ency of the lslam, Vol. Vll, pagc: 860.
2- لسترنج، كي: بلدان الخلافة الشرقية، ص: 104.
3- الاصطخري: المسالك والممالك، ص: 58.
4- الاصطخري توفي 346هـ / 957م، وتوفي ابن حوقل 367هـ / 977 م.
5- ابن حوقل: كتاب صورة الأرض، ص: 163.
6- ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج6 / ص: 91، طبعة ليده سنة 1938م.

……………………………………………….

مكان دفنه، أما في مسجد الكوفة، أو انه حمل إلى المدينة فدفن قرب قبر فاطمة، أو انه حمل في تابوت على جمل(1)، ومرّة يقول في عبارة منفردة انه دفن بالرحبة عند مسجد الكوفة(2) .
مما تقدم يتضح لنا ان الآراء مضطربة غير مستقرة على خبر أكيد، تذهب شمالا ويميناً، ولا يجمع الأخبار السابقة، والتي سنوردها لاحقاً، سوى (الغري) حيث موضع مرقده الشريف في يومنا الحاضر بالنجف، ولو كان هنالك أدنى شكّ لوجود قبره في بقعة ما لشاهدت عدّة مشاهد يتبرك بها الناس، كما هو الحال بالنسبة للسيّدة زينب (عليها السلام) وهي أقل مقاماً من أبيها، وكذلك بالنسبة لرأس الإمام الحسين (عليه السلام)، ولما بقي هذا العلاّف في دكانه، ولا لقصر الإمارة أن يطويه الزمان .
وذكر الاصطخري وابن حوقل أن قبر الامام (عليه السلام) قد ظهر في النجف، وكلا الرجلين قد عاصرا البويهيين والحمدانيين، وهم ممّن اهتموا كثيراً بقبر الإمام، ولابدّ انّهم تيقنوا تماماً من صحة موقع القبر في النجف الأشرف، بل قد دفن جلّ أولاد أبي الهيجاء (عبد اللّه بن حمدان والد سيف الدولة) في النجف، وكذلك دفن أغلب ملوك البويهيين في النجف وأشهرهم عضد الدولة البويهي (ت372هـ / 982م); ولكن من أين جاءت هذه الاحتمالات، وكيف وردت هذه الروايات؟

ثانيا :
ان الاحتمالات الواردة في الفقرة السابقة مصدرها كما يذكر ابن طاووس ” إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أمر ابنه الحسن أن يحفر له أربعة قبور في أربعة مواضع: في المسجد، وفي الرحبة (قرب منزله)، وفي الغري، وفي دار جعدة بن هبيرة، وانما أراد بهذا أن لا يعلم أحد من أعدائه موضع قبره (عليه السلام) “(3). وينقل السيد
____________
1- المسعودي: مروج الذهب، م 2 / ص: 352، دار العلم ـ بيروت 1989م.
2- المصدر السابق، ص: 407.
3- ابن طاووس: فرحة الغري، ص: 32.

………………………………………………..

محسن الأمين في (أعيانه) “وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي القاسم البلخي انه قال انّ علياً (عليه السلام) لما قتل قصد بنوه أن يخفوا قبره خوفاً من بني أمية أن يحدثوا في قبره حدثاً فأوهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة وهي ليلة دفنه”(1) .
ويؤكد الشيخ المفيد أن الحسن والحسين “بأمره حملاه إلى الغري من نجف الكوفة فدفناه هنك وعفيا موضع قبره بوصية كانت منه”(2) خوفاً أن يعلم به أعداؤه وأعوانهم فينبشوه مما يحمل أهله ومحبّيه على “المحاربة والمشاققة التي أغضى عنها (عليه السلام) في حالة حياته، فكيف لا يرضى بترك ما فيه مادة النزاع بعد وفاته؟”(3) .
فاذن العمل كان مقصوداً بأمر الإمام نفسه، وذلك للتمويه، وعدم جعل القبر مادة للنزاع والحروب والاقتتال بين أهله ومحبّيه من جهة، وأعدائه ومناوئيه من جهة اُخرى، وكان له ما أراد، ومن هنا تعددت الروايات , ووضعت الاحتمالات ممّن يعرف الحقيقة وسرّ أهل البيت .

ثالثا :
ولكن أهل البيت (عليهم السلام) يعرفون حق المعرفة مكان قبره الشريف، إذ يروى عن الإمام الحسن (عليه السلام) ” خرجنا إلى الظهر بجنب الغري “(4) قريباً من النجف يسرة عن الغري، يمنة عن الحيرة، فدفن بين ذكوات(5) بيض , وذلك ” قبل طلوع الفجر، ودخل قبره الحسن والحسين ومحمّد بنو علي (عليه السلام) وعبد اللّه بن
____________
1- أعيان الشيعة: م 1 / ص: 534.
2- الشيخ المفيد: الارشاد، ص: 12.
3- ابن طاووس: فرحة الغري، ص: 25.
4- الاصفهاني: مقاتل الطالبيين، ص: 42، دار الاحياء ـ القاهرة 1949م.
5- الذكوة في اللغة: الجمرة الملتهبة، ويمكن أن يكون المراد بها التلال الصغيرة المحيطة بقبر الإمام علي (عليه السلام).

…………………………………………………

جعفر (رضي الله عنه)”(1). و “قال أبو عبد اللّه الصادق (عليه السلام) إنك إذا أتيت الغري رأيت قبراً كبيراً وقبراً صغيراً، فأما الكبير فقبر أمير المؤمنين، أما الصغير فرأس الحسين بن علي (عليه السلام)”(2). وهنالك أحاديث مأثورة عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً: أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قد دفن بين ذكوات بيض بعد اجتياز الثوية والقائم المائل نحو النجف، وهي التلال الصغيرة المحيطة بقبره الشريف وعليها دور البلدة المقدسة اليوم، إحداها في شمال القبر الشريف وتعرف بجبل الديك، والثانية في جنوبه الشرقي وتعرف بجبل النور، والثالثة في جنوبه الغربي وعرفت أخيراً بجبل شرفشاه(3) .
رابعا :
على كل حال فإن جميع مصادر الشيعة تؤكد بشكل حاسم انّ قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف حيث مشهده اليوم، وتعتبر الأمر غير قابل للتأويل، ووضع الاحتمالات ; لذلك يقول السيد محسن الأمين في (أعيانه) “أما الشيعة فمتفقون خلفاً عن سلف نقلا عن أئمتهم أبناء أمير المؤمنين (عليه السلام) انه لم يدفن إلاّ في الغري في الموضع المعروف الآن ووافقهم المحقّقون من علماء سائر المسلمين والأخبار فيه متواترة”(4).
خامسا :
ومن هذه الأخبار المتواترة، يذكر كلّ من ابن أعثم الكوفي في (الفتوح): “دفن في جوف الليل الغائر بالموضع الذي يقال له الغري…”(5)، والأصفهاني في
____________
1- الشيخ المفيد: الارشاد، ص: 19، من رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام).
2- موسوعات العتبات المقدسة، ج6 / ص: 79.
3- جبل الديك: هو جبل مرتفع واقع شمال القبر الشريف ينسب إلى رجل يعرف بالديك، وكان لآل الديك محلة خاصة بهم، وكانت تعرف من قبل بمحلة عجرم. وجبل النور: هو أكمة مرتفعة تقع إلى جنوب المرقد الشريف وعليها ومسجد “آل الطريحي” في محلة البراق. أما شرفشاه فيقع جنوب المرقد الشريف من جهة الغرب، وينسب إلى شرفشاه عزّ الدين أحد العلماء، وتقع عليه محلة العمارة. راجع محبوبة: ج 1 / ص: 20 ـ 25.
4- أعيان الشيعة، م 1 / ص: 535.
5- فتوح البلدان، ج1 / ص: 509.

……………………………………….

(مقاتل الطالبين): “حتى خرجنا إلى الظهر بجنب الغري”(1)، وابن الطقطقي في (الفخري) “أما مدفن أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنه دفن ليلا في الغري، ثمّ عفي قبره إلى أن ظهر حيث مشهده الآن”(2)، وأبي الفداء في (المختصر) “والأصح الذي ارتضاه ابن الأثير وغيره أن قبره هو المشهور بالنجف وهو الذي يزار اليوم”(3)، وابن الوردي في (تتمة المختصر) “والأصح الذي ارتضاه ابن الأثير وغيره انّه بالنجف”(4)، أما ابن الأثير في (الكامل) فيقول: “والأصح أنّ قبره هو الموضع الذي يزار ويتبرك به”(5),
سادسا :
أردنا أن نعرض عن ذكر هذه الرواية الضعيفة والمحشورة بدون سند ولا أساس ; ولكن ارتأينا أن لا ندع لآخر فيها مطمعاً، وقد ذكرتها بعض المصادر، فلابدّ من الاشارة إليها والتعقيب عليها. ينقل ابن كثير في (البداية والنهاية) خبراً عن الخطيب البغدادي، وزاد فيه بما ينم عن عدم الدقة، والركون إلى العواطف، وهو ليس بحجّة في هذا المجال أيضاً، لأنه من مؤرخي القرن الثامن الهجري (توفي سنة 774هـ / 1372م)، والخبر يقول: “أما قبر الإمام بمشهد النجف، فلا دليل على ذلك ولا أصل، ويقال إنما ذاك قبر المغيرة بن شعبة حكاه الخطيب البغدادي”(6). ورجعنا إلى (تاريخ بغداد) للخطيب، فوجدنا ترجمة الإمام من صفحة (133 ـ 138) (الجزء الأوّل)، وفي نهاية الترجمة تماماً يذكر رواية ضعيفة عابرة لا دليل لها ولا أصل! يقال “هذا قبر المغيرة بن شعبة”(7)، ولما قلبنا
____________
1- مقاتل الطالبيين، ص: 42.
2- ابن الطقطقي، الفخري: ص: 90، مطبعة المعارف ـ مصر، الطبعة الثانية.
3- أبو الفداء: المختصر، م1 / ص: 93 (اللبناني).
4- ابن الوردي: تتمة المختصر، ج1 / ص: 249.
5- ابن الأثير: ج3 / ص: 261 (العلمية).
6- ابن كثير: البداية والنهاية، م 4 / ج 7 / ص: 263 (العلمية).
7- راجع الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، ج1 / ص: 138. توفي الخطيب البغدادي 463هـ 1072م، وبعد ذكر عدة روايات يقحم هذا الرواية بشكل عابر.

……………………………………….

الصفحات ووصلنا إلى الصفحة (193) تعجبنا أن الخطيب نفسه يقول وبشكل قاطع: “سنة 50 فيها مات المغيرة بن شعبة ودفن بالكوفة بموضع يقال له الثوية”(1)، ولما تحقّقنا من “معجم البلدان” للحموي، و”تاج العروس” للزبيدي و”لسان العرب” لابن منظور، و”النهاية في غريب الحديث والأثر” لابن الأثير الجرزي، تأكدنا أنها جميعاً تذكر أن قبري أبي موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة في الثوية(2) أي بالقرب من “الحنانة”، وقد ذكرنا ذلك سابقاً وللّه في خلقه شؤون!