-24-
اطويرش في حالة تجلّي رومانسي وهو يناجي وطنه، حالة التجلي توصل اطويرش الى خلع ملابسه الداخلية!…المحقق يُفاجأ بشخصية اطويرش الحقيقية…وأنّه لايشتري السياسة بزبانة.. والقادة ابكَطف..لكنه مثل غيره، مجبور مثل بلاّع…الموس!!.
المحقق يقول لاطويرش بعد ان انكسر خاطره عليه:
-اطويرش…لو دعوت الآلهة وشرحت لها متطلبات حياتك فما تطلب منها؟
اطويرش ينتبه الى متطلبات حياته الشخصية…
-سأقول لها:
آلهتي…انا لااريد جنسية ثانية، الجنسية الثانية تفتح الخزائن الحكومية وانا لااريد ان اكون حراميا!.
آلهتي ولنفس السبب اعلاه، لااتشرف بكل سياسي لم يتنازل عن جنسيته الثانية ويعود الى احضان اهله (اذا عنده أهل!).
آلهتي لااريد ان اكون حزبيا لأشتم آباء وأمهات من لاينتمي لحزبه، اريد ان اعيش واموت وانا انسان مستقل،المستقل خاسر معدود!، والانسان مفقود!.
آلهتي لااريد ان انظر بثلاث عيون، الاعور بين العميان سلطان… هاشم!.
آلهتي لااريد ان اشم روائح الغنى والعراقيون يبخّرون انفسهم برائحة الفقر.
آلهتي أنا لاأريد إمرأة جميلة، الجميلة بحاجة الى بيت مؤثث وسيارة، السيارة بحاجة الى وقود، والوقود لاتدعمه الحكومة لانها في حالة تقشف.
آلهتي لااريد ان اكون قائدا سياسيا، السياسة علمتنا ان ننتخب “ابليس” وعيوننا معلّقة بالله.
آلهتي لاأريد أن أكون سياسيا فأفقد بكارتي!.
آلهتي لااريد ان اكون وزيرا، الوزارة تجعلك عبدا لحزبك وكافرا بربك.
آلهتي لااريد ان اكون استثمارا سياسيا لحزب، ان تسرق لتعطي الاخرين ماتقف امام الله به ليحاسبك!.
آلهتي لاأريد وظيفة، الوظيفة تحوّل الموظف اما الى سارق….أو مسكين!.
آلهتي لااريد ان اكون مسؤولا،المسؤول حرامي أمام الجميع حتى يثبت نزاهته (ان كانت لديه نزاهة اصلاً!!).
آلهتي لااريد ان اكون محافظا،المحافظ لم يحافظ على نفسه من الوحل السياسي فكيف يحافظ على مدينته من الغرق في اليابسة؟!.
آلهتي لااريد ان اكون شيخ عشيرة أقودها في الحروب العشائرية المجيدة من أجل مهوال يهوّس لي ويقول لي انت تشبه صلاح الدين الايوبي، طز بعبود ابو البريمزات !!.
آلهتي لااريد شبعا يحرمني من الجوع فامدح السياسيين، ولاجوعا يحرمني من شتم السياسيين!.
آلهتي لااريد ان اكون حمارا في جوقة حمير، بل طائرا في جوقة غربان!.
آلهتي لااريد من ديني أن يحرمني الانسانية، الدين ماتدين به غيرك، خسر الديانون الذين تبرأوا من وجهك الكريم وذهبوا لعبادة الأحزاب.
آلهتي لااريد أن يحكمني الماضي، الماضي يحوّلني الى سيارة مفخخة بالنصوص!.
آلهتي لااريد الحاضر، الحاضر يحولني الى مفخخ محاط باللصوص.
آلهتي لااريد المستقبل لان الماضي والحاضر لم يسمحا لي بالتعرف عليه!.
إلهي لااريد ان تحرمني من علي بن ابي طالب ع، دين من دون علي عبارة عن تنظيم داعش.
آلهتي الرحيمة الرؤوفة….اطويرش لايريد منك سوى ….وطن!!..
اطويرش والمحقق يسمعان زييييج إلهي طويييييل بعد ان تجرأ اطويرش على عرض طلباته امام الالهة!!..
المحقق يقول لاطويرش: لك دوخت حتى الالهة بطلباتك … شكَد تعبان لخاطر الالهة!!..اسمع يااطويرش…التقدم الحضاري لايأتي جفتةً واحدة..لكنكم تحوّلتم من الهوش…إلى الماكنتوش!! بسرعة كبيرة..كان لدينا ثور سماوي وانتم لكم بقرات سمان وعجافٍ، البقر أمة، لها مالها، وعلى رقابها تدور السكاكين، فكيف لقصّاب يتنقل بين حظائرها، من شماليّ اوروك وغربيها الى جنوبيّها وشرقيها، أن يتحول بقدرة قادر ونابض الإرجاع إلى رمز سياسي يقود فيه البلاد إلى غد مشرق لم تلطّخه دماء البقر، انا على يقين أن كلمات مثل هذه تعلق كاتبها على مشنقة نيودلهي في الهند لإساءتها الى بقراتهم المقدسات، وتترك صاحبها نائما على رصيف بغدادي في الساعة الثانية ظهرا أمام شاشات التلفاز، فقط حتى يتأكد العالم ان هذه الشوارع هي شوارع بغداد حتى لوكان(مصكوكاً).
اطويرش تأخذه لحظة تجلٍّ فيصرخ: ياوطني… أيها المنتوف من عصر السلالات….. وحتى عصر البقرات السمان .. لماذا يُفْهمنا القائمون على تجميل جراحك أنك يساري النزعة؟!..أنا لم أنظر إلى وطن ينزع ملابس بنيه الداخلية مثلك؟ هل تقول أنك عار ٍ بجراح بنيك التي ألبستهم الشظايا ورود قنابلها؟ فمن أين لك هذا الحياء الذي تتركه على قبورنا وتعود مع المحتل يداً بيد؟ لنكن جادين أيها السيّد الوطن… لاحياء في العلم…. لكل قاعدة شواذي يركبون على ظهور بغالها….. حمار جاهل أفضل من فيل يحمل الدكتوراه في إطعام الديناصورات، لماذا تحشو المسؤولين باللحم وتحشونا بالشيوخ؟
دع عنك مايقوله موجز الأنباء: أحد ضباط(الدمج!!) ينادي في جهازه اللاسلكي انه قرب فندق مكيّة المكَرمة (ويعني به مكة المكرمة)، وآخر يُطلب منه أن يهمّش على كتاب رسمي فيكتب (همّشت!!)، وآخر يكتب(غدن) ويعني (غداً)، ويكتب(باجر)!، ويعني (ساحضر الى وليمة الفطور!!) ووزير ثقافي (للعظم!) يكتب على عريضة شاعرة عراقية (قسم الأعلاف لإجراء اللازم!!!!)، (مطيرجي)يصبح مقدم، وحرامي سيارات في زمن صدام يصبح عقيد في زمن الديمقراطية!!،كل هذه شائعات الوقت الضائع.
ياوطني…سأرمي بالشيخ محشي إلى أقرب قدر للدولمة، وتعال نتباهل، لاأجمل من عمامة حداثوية تحمل ثورة الزنج بين الهنود، العراق محشوٌّ بالفقه، ونحن محشوون بالشيوخ، لم يُصب العراق بتخمة مثل تخمته بالشيوخ، الشيوخ أصابهم الفالج من تخمتهم بالفتاوى، سقطت البيرية ورفرفت العمامة المسلّحة، الاسلام محشو من القفا إلى قناة الصفا!!، عرعور يسلمها لطرطور، ومازلنا نرتشف قهوة الصباح على أنغام فيروز، فيلم لودخل إلى هوليوود لأصبحت أوسكار أول نصرانية يشيّعها الأنجيل، فيقتلها إسلام السلطة.
كفاءة عراقية كاملة الدسم، استاذ مساعد، دكتوراه في ادارة الأعمال، حين قال دولة الرئيس للكفاءات: عودوا لخدمة الوطن، قال لبيك يادولة الرئيس لبيك..ان الخدمة والتعيين بيديك، ومازال حتى الان… يعمل سائق تاكسي في شوارع بغداد بعد أن رمته وزارة التعليم العاني والبحث الراوي خارج نطاق التغطية!!.
ايها الوطن…لقد تشابه الوزراء علينا….. ونحن قوم نص ردن….. ولاحول ولاقوّة إلا بالله الخبير، رب الوزيرة والوزير، ورب القصيرة ….والقصير!!..