23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

محمد الصدر تصدى بنجاح لتركة الجهل الثقيلة

محمد الصدر تصدى بنجاح لتركة الجهل الثقيلة

إن السيد محمد الصدر(قدس) لم يكن يستهدف من خلال كتبه ومؤلفاته إثبات أعلميّته بل كان هناك شيء أهم من ذلك حيث قال ما مضمونه في أحد اللقاءات ((أننا ورثنا تركة ثقيلة من الجهل وكان العلماء يخشون الخوض في الشبهات خوفاً على العوام من الضلال والإنحراف مما أدى الى تراكم الجهل فخلّف تركة ثقيلة ولكنني قمت بحل هذا الإشكال حيث أفتيتُ بحرمة قراءة الكتاب أو دخول الدرس إلا إذا كان الطالب أو القارئ لديه بعض المقدمات العلمية فالذي يخالف هذه الفتوى ممن هو غير جدير بقراءة الكتاب أو دخول الدرس يكون هو مسؤولاً عن أي ضلال أو شبهة يتورط فيها!!! )).

إن شعور السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) بالمسؤولية تجاه الدين والأمانة التي حملها كرجل دين هي التي جعلته يجاهد في فكره وتأليفه ولم تكن غايته إبراز أعلميته وإجتهاده فوفقه الله لكليهما حيث كانت ومازالت مؤلفاته وأفكاره الحصن الحصين في عصر الغيبة الكبرى وكذلك إجتهاده وأعلميته مازال بريقهما وإشعاعهما يشتد كلما مضى بنا الزمان ولله في خلقه شؤون.
إن ذوبان هذه العلوم الكثيرة التي كان الشهيد محمد الصدر(قدس) مجتهداً فيها ومبدعاً ومعلّماً عظيماً للأجيال التي تربت على يديه بمختلف مستوياتها وحاجاتها كان مصداقاً واضحاً ودليلاً صريحاً على فناءه في الله مما أدى الى فناء علومه العديدة في مؤلفاته التي كان يبتغي بها هداية الناس أجمعين والقضاء على تركة الجهل الثقيلة التي تراكمت وتضخّمت.. ولم يبتغِ في ذلك مجداً شخصياً أو جاهاً دنيويا..ً وكان بإمكانه أن يُفرد لكل تلك العلوم التي إجتهد فيها مؤلفات خاصة بها ولكنه لم يفعل ذلك توخياً لهداية الناس ونصرة الدين والمذهب وقد يستغرب البعض حينما أقول إنه مجتهدٌ في كل تلك العلوم بمعنى أنه لا يُقلد الآخرين فيها(التقليد بالمعنى اللغوي) فأقول لهم إن السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) قال في مناسبات عديدة أشهرها المواعظ ما مضمونه:

إن استاذه السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) كان يقول((إذا توقف إستنباط الحكم الشرعي على مسألة في الفيزياء أو الكيمياء أو أي علم آخر فعليك أن تكون مجتهداً في تلك المسألة))انتهى.
فالسيد الشهيد محمد الصدر(قدس) لا يكتفي بمجرد الرجوع الى أهل الإختصاص بل يجتهد في تحصيل العلوم الأخرى التي إتسمت بها مؤلفاته العديدة بل حتى خُطب الجمعة تضمنت هذا المستوى الرفيع من الإجتهاد في تلك العلوم..