23 ديسمبر، 2024 6:16 ص

محاولات لن تؤتي ثمارها يا سليم

محاولات لن تؤتي ثمارها يا سليم

بعد إن أعياه التعب, وتورمت جفونه من السهرِ, واحمرت عيناه من شدت التمحلق في ما يكتبه أسياده, وتاه فكره بين يهود بريطانيا ويهود أمريكا، وأصبح كالرجل المُسِن، الذي هرم كل شيءٍ فيه، لا عقلٌ فينتفعُ من حكمتهِ, ولا لسانٍ فصيحٍ فيفهم منه مناطِقه, وبدا كلامه كالجائع الذي سقطت جميع طواحنه، وتلقم قطعت لحمٍ نيئ يخور بها بين فكيه، لا يقوى على مضغها ولا يستطيع قذفها من فمه، خوفاً من أن لا يجد غيرها ما يسد به جوعه، هذا هو حال (سليم الحسني) بعد ان أعلن العداء للنجف وحوزتها.

منذ فترة وهو منهمك في كتابة سلسلة من مقالات، المملوءة بالكذب والبهتان، والروايات المدلسةٍ، وقصص من نسج الخيال, مطروحة بطرقه فنية ملتوية، لتشويه صورة المَرجِعية والنيل منها.

ابتدأ مشروعه بمهاجمة طلبة الحوزة، وتشويه صورتهم وربطهم بالوكلاء والمعتمدين، ثم هاجم الوكلاء والمعتمدين وربطهم بأبناء المرجعية، ثم استخدم ذات الأسلوب لمهاجمة أبناء المراجع، عن طريق كيل التهم والافتراء عليهم، بإسلوب خبيث ودنيء يستعطف به المتلقي، متباكياً على المراجع وكأنه يدافع عنهم ظاهراً، ويهاجم كل شخصية سياسية كانت او مجتمعية لها صلة او اتصال بها، او تدافع عنها، ليتهمهم بعلاقات خارجية مشبوهة لا أصل لها، لأنها لم تشرق او تغرب، ولَم تخضع للمحاور الخارجية.

في النهاية كشف الحسني عن مشروعه علناً في مقال عنوانه (الاختراق الأمريكي للنجف الاشرف)، الذي نشر بتاريخ 21 آذار 2019، تحدث فيه عن تقرير لمؤسسة لها صلة بالقرار الأمريكي، بأن النجف تتبنى مصطلحات أمريكية أبرزها (الدولة المدنية)، وأوصى التقرير الحكومة الأمريكية باعتماد تلك المصطلحات، كما أوصى التقرير بدعم (التقليديين) متى وحيثما كانوا من اختيارنا لأنهم متوائمين مع المجتمع المدني، ومحاربة (الأصوليين) وهم في المفهوم الأمريكي يمثلون الخط الحركي المتمثل بالسيد (محمد باقر الصدر).

في نهايته قال هذا هو السبب في وجود العداء بين النجف والمرحوم السيد (محمود الهاشمي) باعتباره احد تلامذة السيد الصدر الأول، كما قال ان التقليديين الذين وقع عليهم الاختيار أدوا المهمة بنجاح، وهنا إشارة واضحة الى ان النجف أصبحت أداة للوقوف بوجه التدخل الإيراني، لحساب أمريكا.

الحسني ما زال منهمكاً في ابتداع المسميات, واختراع الأقاويل والافتراءات ضد النجف, لأجل الوصول الى غايته، وتحقيق ما يطلب منه، لنجاح المشروع الذي أمسى احد أدواته العلنية، المشروع الذي يريد فيه القضاء على مرجعية النجف، بالمقابل تعمل المخابرات الأجنبية على تعزيز فكرة عداء الشعب العراقي لإيران في الوقت نفسه، وبهذه الحالة يبقى العراق تحت رحمة أمريكا وإسرائيل، بعد عزل الشعب العراقي عن مرجعيته.