عندما يعشعش شبح الحرب في مكان ما على سطح الكرة الأرضية ويتجول الرصاص الحارق في ميدان الصراع بحثا عن فريسة بشرية هنا لابد من التدخل الأممي لوقف مسرحية الدم فكل مشاكل وازمات وقضايا الحكومات والانظمة بحاجة لحلول ومعالجات وبما ان مجلس الأمن الدولي هو الممثل الشرعي والراعي الرسمي للقانون الدولي فكل من يجلس على الطاولة الأممية المستديرة ملزمون بأيجاد مخارج وثغرات لكل شيء متصل بالفوضى .
لكن في خضم الاحداث التي يمر بها العالم فأن شبح الحرب في تطور مستمر فبينما كان في العصور المنصرمة مقيما ولاجئا يأتي بين الحين والاخر اصبح الان مواطنا أمميا يحمل جنسيات كل الدول وجواز سفر مختوم بالشمع الأحمر فمجلس الأمن الدولي منذ تأسيسه بكافة دوائره ومؤسساته ولجانه لم يفلح في اسقاط جنسيته وجوازه لأنه مجلس كارتوني فقراراته تطفو على السطح مثل الغائط فهنالك يد شيطانية تتلاعب بدوائر صنع القرار فيه استنادا الى منطق القوة والسلطة والمال فهيئة الأمم المتحدة بكافة فروعها عبارة عن لعبة مونوبولي تتحكم بها الأمبريالية لتشريع ما تراه صائبا وفق مصالحها فهي تستعمل الحجج والذرائع الوهمية لاقتناص ثروات الشعوب وفي الجانب الاخر تقوم بتوزيع حفنة من الدولارات في مناطق الصراع عبر منظماتها الوهمية فالعملية بأسرها تجارة فهي من تصدر الدم والقتل والدمار وتستورد الخير والسلام والوئام فمنذ ولادته المشؤومة لم يقدم مجلس الأمن شيئا ذات قيمة للبشر بل اصدر جملة من القرارات المصنوعة من الدجل والشعوذة هدفها ارضاء الأمبريالية العاهرة التي تعتمد بشكل اساسي على امتصاص دماء المقهورين والمحرومين والفقراء فالمعضلة الفلسطينية بدون حل ومجازر الروهينغا مستمرة وازمة البلقان على فوهة بركان وكوردستان كانت قاب قوسين او ادنى من تكرار الهجرة المليونية وما يحدث في سوريا امتداد للحرب الاهلية اللبنانية بشكل اكثر دموية ووحشية واشجار الزيتون في عفرين ترويها الدماء وافريقيا تواجه الاوبئة والامراض والجوع والعوز ….. الخ من المأسي والكوراث التي تحل بظلالها في بقاع الأرض فسرطان الحرب ينهش جسد البشرية وما يسمى بمجلس الأمن يصدر اقلام الحبر واوراق الاجتماعات فهي تصدر مفاهيم الحرية والعدالة والديمقراطية على شكل قنابل ورصاص فهي من تصنع مليشيا المافيا الإمبريالية وهي من تقدم العون لها وهي من تأمر بتدمير أوكار الارهاب فكل ازمة اتخذت طابع التدويل كان مصيرها السقوط في مستنقع الحرب واي قضية مصيرية ذات ابعاد انسانية واخلاقية كان مصيرها الزوال والاندثار فالفوضى المنتشرة في العالم ما هي الا نتيجة مغامرات عبثية يقوم بها مجلس الأمن للنيل من كرامة الانسانية والحضارة واخفاء تشوهات الإمبريالية .
ايفان علي عثمان