23 ديسمبر، 2024 3:21 م

هكذا تتحدى الصحافة بكل مفاصلها شدة العدوان الإسرائيلي ووطأة قصفه العشوائي على كل شئ دون تقدير أو تمييز ، ورغم كل تلك السادية غبر المسبوقة ،  تجد أن مراسل هذه القناة ينقل بكل جرأة وبالثواني مكان القصف ولحظة وقوعه ، أو أن كاميرا تلك الوكالة تسجل وبالتفاصيل الدقيقة لحظات تفجير هذا المستشفى أو ذاك المركز الصحي للرعاية الأولية ، أو أن صحفيا ثالثا ينقل معاناة ام أو بكاء أرملة نال القصف من زوجها وأبنائها ، أو أن الصحافة تسلط الضوء كل لحظة على دمار احياء كاملة بما فيها من مساكن ومدارس ورياض اطفال أو حطام جامع ، أو بقايا كنيسة .

أن ما يقوم به المراسلون الان في غزة أو على الحدود اللبنانية يعد امرأ خارج المألوف في أي عمل صحفي سييما وأن آلة إسرائيل العسكرية تعمل خارج حدود أو قواعد الاشتباك ، لأنها لا تمييز بين الأهداف المدنية أو العسكرية ، أو أنها لا تعبأ ما إذا كان المتحرك مدنيا أو صحفيا ، وأنها بالدليل القاطع تحاول وأد نشاط الصحافة الفاضح لاساليبها الفاشية ، وهكذا بلغ عدد الشهداء من الصحفيين 109شهيدا للفترة من 7 اكتوبر  ولغاية نهاية 7 كانون ثاني عام 2024 ، أي أن الصحافة تفقد في اليوم أكثر من شهيد .
أن المهمة الصحفية وفي سياقات الانتقام الإسرائيلي كانت  مثلا صارخا على حب الصحفي لمهنته إلى حد التضحية بالنفس لا من أجل السبق الصحفي ، وانما من أجل فضح جرائم جيش دفاع مغلف بحقد تفقف خلفه حركة صهيونية تسعى دوما إلى إنشاء دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل .
أن موقف الصحفي اليوم لم يكن إلا موقفا مشرفا سيسجل له التاريخ هذا الدور العنيد الذي فاق بمخرجاته ما عجزت عنه دولا تتمتع بكامل السيادة لكنها ستظل ناقصة ذلك الموقف الإنساني الشريف …..